تقارير

النظام السعودي مطبع مع الاحتلال الإسرائيلي عبر إخراس الأصوات الرافضة له

ثلاث أسابيع حتى الآن ولا يزال العدوان الإسرائيلي السافر مستمر على قطاع غزة، راح ضحيته آلاف القتلى من الرجال والنساء والأطفال والرضع، مع ضعفهم من الجرحى والمصابين الذين قد يفارقون الحياة في أي لحظة بسبب خروج معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة بسبب القصف المستمر والحصار الكلي المفروض.

بدأ الاحتلال الإسرائيلي أشرس حروبه على الإطلاق ضد القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ولا يزال هذا العدوان مستمر وسط صمت دولي مخز وازدواجية معايير واضحة من قبل العالم الغربي الذي لطالما ادعى أنه يحترم حقوق الإنسان ويدافع عن الإنسانية ويسعى لنشر السلام حول العالم.

العدوان الغاشم يستهدف المناطق السكنية بلا هوادة ما تسبب في تسوية العديد من الأحياء بالأرض ومسح عائلات بأكملها من السجلات المدنية بعد مقتل كافة أفرادها، ووصل إجرام الاحتلال إلى استهداف المستشفيات بشكل مباشر ومتعمد، كما حدث في المستشفى الأهلي المعمداني، الذي كان يضم جرحى وآلاف النازحين ممكن هُدمت منازلهم نتيجة القصف واضطروا للبحث عن مأوى آمن.

في ظل تصاعد هذه الجرائم والانتهاكات، لا يزال الموقف العربي لا يتناسب مع حجم الكارثة التي يتعرض لها إخوانهم في قطاع غزة، ولم تتخذ الحكومات والأنظمة مواقف صارمة من الاحتلال كطرد السفراء أو قطع العلاقات الدبلوماسية إلى أن يتوقف العدوان بشكل نهائي على الأقل.

بالإضافة إلى ذلك، العديد من الدول العربية قمعت المظاهرات المناهضة للعدوان الإسرائيلي على غزة، وشنت حملات اعتقالات شرسة، لم تختلف عن شراسة قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية ضد عدوان الاحتلال.

بلدان مثل السعودية والإمارات تعج سجونها بالمعتقلين السياسيين الذين رفضوا التطبيع مع الاحتلال وإقامة أي علاقات دبلوماسية واقتصادية معه، منهم المعتقل محمد الربيعة وراكان العسيري، والصحفية مها الرفيدي، والمدودن داود العلي، والأكاديمي عبد الله اليحيى، والداعية عبد العزيز الطريفي، والداعية سعد بن مطر العتيبي، والشيخ صالح آل طالب، والناشط عبد العزيز العودة، الصحفي أحمد الصويان، الناشط عبد الله المالكي، والمدون عمر نابولي، الصحفي جميل الفارسي، وحمود بن علي العمري.

من بين هؤلاء المعتقلين أيضًا الأستاذ محمد بن محسن باصرة، والذي صدر ضده حكمًا بالسجن 30 عامًا، يعتبر هو الأسرع في تاريخ السعودية، إذ تعرض للاعتقال التعسفي في ظروف غامضة في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر، وبعد ثلاث أسابيع فقط صدر ضده حكمًا بالسجن من قبل المحكمة الجزائية المتخصصة.

التغريدات التي اعتقل لأجلها باصرة كانت تغريدات تنتقد التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وتطالب بالمصالحة مع قطر أو خفض التصعيد معها باعتبارها دولة شقيقة، كما تحدث عن انعدام الأمان في إشارة إلى أنه لم يعد بإمكان المواطنين التعبير عن رأيهم بحرية.

من جانبنا، نضم صوتنا في “معًا من أجل العدالة” إلى كافة الأصوات المطالبة بإطلاق سراح كافة معتقلي الرأي، ونطالب بفتح تحقيق عاجل في كافة الانتهاكات التي تعرضوا لها، بدءً من اعتقالهم بصورة تعسفية خارج إطار القانون، وإحالة المسؤولين عنها للمساءلة القانونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى