انتصارات مجنحة: قصص مصورة من وحي أحلام لجين الهذلول
بقلم لينا الهذلول وأوما ميشرا نيوبري في صحيفة نيويورك تايموز
“في أحد الأيام، حين كان عمري حوالي 5 سنوات، كنت مستلقية على سريري وتذكرت شيئاً لا يصدق: كنت أستطيع الطيران سابقاً! استطعت أن أرى نفسي بوضوح شديد، وأنا أحلق في الهواء، مثل أحد أطفال دارلينج في قصة “بيتر بان”، تذكرت أنني سافرت بالتأكيد، وتساءلت لماذا لم أعد أعرف كيف أفعل ذلك بعد الآن!”
في كتاب “السنة التي تعلمنا الطيران فيها” لجاكلين وودسون، الذي نشر مع الرسوم التوضيحية لرافائيل لوبيز (الذي تعاون أيضًا مع وودسون في كتاب “اليوم الذي تبدأ فيه”)، التقينا بأشقاء عالقين داخل شرنقة شقتهما في المدينة: “كان هذا هو الربيع عندما بدا المطر وكأنه لن يتوقف أبدًا وكان الرعد ينفجر بشدة، ولم يُسمح لنا بالخروج.”
على الرغم من وجود العديد من المواقف التي يواجهها الأطفال والتي تكون محفوفة بالمشاعر أكثر من هذه الحالة، يقرر المؤلف أولاً تقديم ما قد يكون في الحال أصعب وأسهل شعور يمكن لأي طفل التغلب عليه: الملل.. تقول لهم جدتهم أن يستخدموا “عقولهم الجميلة والرائعة” للهروب من هذا الشعور البغيض.
اعتمدت الجدة على القصص: “ارفعوا أذرعكم، وأغمضوا عينيكم، وخذوا نفسًا عميقًا”، وجهتهما مرارًا وتكرارًا خلال الكتاب. هذه هي الطريقة لمواجهة وقهر أي تحد تطرحه الحياة، بدءً من الغضب من أخيك إلى الانتقال إلى حي مختلف.
لوبيز، الحاصل على ميدالية بورا بيلبري مرتين، يغمر قصة وودسون بجو شاعري وملون مثل الفراشات التي يتمكن فيها الأطفال الذين يخشون أسرة جديدة في شوارعهم، من التحول في النهاية.
في قصة “أحلام لوجين بزهور عباد الشمس” بقلم لينا الهذلول وأوما ميشرا نيوبري، مع الرسوم التوضيحية لريبيكا جرين، نلتقي بفتاة صغيرة تعرف بالفعل أنها ستطير: “ليس على الفور، ولكن يوماً ما بالتأكيد”.
في الوقت الحالي، يمنح الأولاد فقط هذا الامتياز، إن تحقق المساواة للمرأة هي سراب في أجزاء كثيرة من العالم، وهذه الرواية الذكية تصف بدقة النضال المستمر نحو هذه الغاية.
حين كانت لجين طفلة، لم تتعرض لقيود المجتمع بهذا الوضوح، لذا فهي مقتنعة أن الأشياء يمكن أن تتغير، ببساطة لأنها تتخيل أنها [القيود] يمكن أن تتغير، لكن يتم سحق حلمها في التحليق فوق حقل من عباد الشمس اللامع كل صباح وهي تراقب والدها وهو يرتدي جناحيه ويتركها وراءه.
ما يعطي القصة روحاً غير عادية هو حقيقة أنها غاضبة من الظلم وليست خائفة من محاربته، كما أنها لا تنزعج عندما يسخر منها زملاؤها في المدرسة لأنها تجرأت على التفكير في أنها تستطيع فعل أي شيء يمكن للصبي القيام به.
تلعب العائلة دورًا كبيرًا في تحقيق لجين حلمها، حيث تقنع والدتها والدها بأن التغيير لن يأتي إلا إذا قدم لها الدعم بنفسه، وبمساعدته، سمح لها بالسفر معه أخيراً في أحد الأيام في الصباح وأمام الجميع!
هذا هو الجزء الذي تظهر فيه عظمة الرسوم التوضيحية، مما يضفي على القصة جودة سحرية، خاصة وأن الألوان الرائعة تنقل لجين ووالدها إلى عالم مختلف، تتألق أزهار عباد الشمس وتكون فرحة إنجازها واضحة.
وبالرغم من تمكنها من تحقيق هذا النصر، إلا أن مرارة ما لازالت تحيط به. المجتمع ليس مستعدًا للسماح للفتيات بالطيران، وقد تم الحكم عليها بتهمة تحدي القانون، تمردها يتصدر الصفحة الأولى من الصحيفة، يمكنها أن تشعر بأن كل شخص ينظر إليها -بترقب واستغراب- وهي تمشي في الشارع.
بالرغم من ذلك، فإن نهاية الكتاب قوية، حيث لاحظت لجين فتاة صغيرة تجر قميص والدها وتشير إلى متجر الجناح: “بابا، بابا، علمني كيف أطير”، كانت الفتاة تتوسل إلى والدها قائلة “أريد أن أرى عباد الشمس أيضًا!”- في إشارة إلى أنها تأثرت بتجربة لجين.
نهاية القصة تشير أن لجين الهذلول (الحقيقية)- الناشطة في مجال حقوق المرأة- قادت الجهود لتغيير القوانين السعودية التي تحظر على النساء قيادة السيارات (وهي ذاتها القوانين التي سُجنت لخرقها).
القصتان تطرحان أسئلة متشابهة: كيف نتعلم الطيران؟ من يمكنه مساعدتنا؟ بمجرد أن نطير، ماذا سيأتي بعد ذلك؟ وكلاهما يعلمنا أن كل شخص لديه القدرة على التغلب على الشدائد والعقبات التي تواجههم. الطيران هو التشبيه الذي استخدمه المؤلفون لتجسيد الواقع، والإشارة إلى أن الطيران هو الوسيلة للتخلص من القيود.