تقارير

بينهم امرأة مسنة… السلطات السعودية مستمرة في الابتزاز السياسي لعائلة الدوسري

 لا تزال السلطات السعودية تحتجز 5 من أفراد عائلة رجل الأعمال السعودي نادر الدوسري انتقامًا منه لمحاولته مقاضاة الحكومة أمام المحاكم الأمريكية، كما ترفض الإعلان عن التهم الرسمية الموجهة إليهم، أو السماح لهم بالتواصل مع محامي، فضلًا عن الاستمرار في تغيير موعد المحاكمة دون إخطار مسبق.

وفي وقت سابق من العام الماضي اعتقلت السلطات السعودية 5 من أقارب المواطن الأمريكي من أصل سعودي راكان الدوسري نجل رجل الأعمال نادر الدوسري، للضغط على والده لوقف مقاضاة مسؤولين في الولايات المتحدة الأمريكية.

وفقًا لراكان نادر الدوسري، اعتقلت قوات الأمن السعودية أربعة من أفراد العائلة في 11 مايو/أيار 2023، وهم أعمامه الدكتور سلمان تركي الدوسري وسلطان تركي الدوسري، وعمته، وزوجة جده منيرة محمد القحطاني، وهي مواطنة كويتية في سجن الملز بالرياض وتعاني من أمراض الشيخوخة وبحاجة لرعاية طبية خاصة، أما الخامس فكان قد اعتقل في 9 أبريل / نيسان 2024، وهو نايف تركي الدوسري وبحسب أقاربهم، فإنهم محتجزون في ظروف سيئة، بعضهم في زنازين باردة بدون بطانيات أو أسرة مناسبة.

وكان نادر الدوسري قد رفع دعوى قضائية في ولاية بنسلفانيا في 2020 ضد الحكومة السعودية، بعد نزاع تجاري طويل الأمد حول اتفاقية في 1994 لإنشاء مصفاة نفط في جزيرة سانت لوسيا بمنطقة الكاريبي، ومن المتهمين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

تتهم الدعوى ولي العهد السابق وكيانات سعودية أخرى بالفشل في الوفاء بعقد مضى عليه عقود يتعلق بمشروع مصفاة في جزيرة سانت لوسيا الكاريبية، وبعد فترة من رفع الدعوى، تم إضافة اسم ولي العهد الحالي محمد بن سلمان كونه وضع محمد بن نايف قيد الإقامة الجبرية وصادر أصوله، وبالتالي منع بن نايف من الوفاء بالتزاماته التعاقدية.

وعلى الرغم من أن المحاكم الأمريكية رفضت الدعوى، إلا أن السلطات السعودية احتجزت أقارب راكان في وقت سابق من هذا العام في ممارسة انتقامية من الدرجة الأولى، وفقًا لبيان صدر الأسبوع الماضي عن مبادرة الحرية ومنظمة الديمقراطية في العالم العربي الآن والقسط لحقوق الإنسان.

تدين منظمة معًا من أجل العدالة بأشد العبارات تحويل نزاع تجاري خاص إلى أساس للاحتجاز الجائر، ونؤكد أن هذه الممارسة ترقى إلى “إساءة استخدام جسيمة للسلطة” من قبل القضاء السعودي.

الجدير بالذكر أنه في 9 يونيو/حزيران 2021، سجل راكان الدوسري رسالة فيديو عاجلة وأرسلها عبر السفارة الأمريكية في الرياض يطلب فيها من الرئيس بايدن التدخل وحمايتهم من انتقام المسؤولين السعوديين، وردت السفارة بأنهم سيشاركون الرسالة مع وزارة الخارجية الأمريكية.

على الرغم من ذلك، لم يرد أي رد من الوكالات الحكومية الأمريكية، لكن السيد الدوسري وراكان تمكنا من مغادرة المملكة العربية السعودية في يونيو/حزيران 2021، بعد أن وصلتهم معلومات حول نية الحكومة السعودية لاستهدافهم انتقاما من الدعوى القضائية.

من جانبنا، نضم صوتنا إلى صوت المنظمات الحقوقية المختلفة ونطالب بالإفراج عن أفراد عائلة الدوسري وإنهاء اضطهادهم، مؤكدين أنه يجب على إدارة بايدن أيضًا فرض حظر خاشقجي على جميع المسؤولين السعوديين، بما في ذلك القضاة والمدعون العامون، الذين شاركوا في المضايقات الخارجية لأسرة الدوسري.

حظر خاشقجي هو سياسة تسمح لوزارة الخارجية بفرض قيود على التأشيرات على الأفراد الذين يتصرفون نيابة عن حكومة أجنبية وينخرطون بشكل مباشر في أنشطة جادة لمكافحة المعارضة خارج الحدود الإقليمية.

ونؤكد أن ما تعرضت له عائلة الدوسري في المملكة من اضطهاد وممارسات قمعية تدخل ضمن إطار العقاب الجماعي هو مجرد مثال آخر على المخاطر التي يواجهها المواطنون السعوديون الذين يفكرون في انتقاد الزعيم الفعلي للبلاد سواء على الصعيد السياسي أو التجاري أو أي صعيد آخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى