تقارير

تحذيرات من تدهور صحة الأميرين محمد بن نايف وأحمد بن عبد العزيز

بعد عامين ونصف من الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري، صرحت مصادر دبلوماسية عن تدهور حالة الأمير محمد بن نايف وعمه الأمير أحمد بن عبد العزيز داخل محبسهما -السري- نتيجة المعاملة السيئة وسوء أوضاع الاحتجاز ورفض توفير أي نوع من الرعاية الصحية لهما رغم كبر سنهما.

وحسب المعلومات المتوفرة، فإن صحة الأمير محمد بن نايف الجسدية والنفسية تدهورت بصورة كبيرة بسبب ما يتعرض له داخل محبسه السري الذي تتعنت السلطات السعودية في الكشف عنه.

وأوضح المصدر الدبلوماسي الذي رفض الكشف عن هويته خوفًا من الانتقام والملاحقة أن الأمير محمد بن نايف يُعامل بطريقة مهينة للغاية، إذ يُحرم من التواصل مع أفراد عائلته أو المحامين أو حتى الطبيب الخاص، ما جعله في عزلة تامة عن العالم الخارجي، وهي ظروف تسببت في إصابته باكتئاب حاد، كما أنه خسر أكثر من 20 كيلو من وزنه.

بالإضافة إلى ذلك فإن الحراس، وبأوامر عليا، يمنعونه من النوم في معظم الأوقات، فضلًا عن تكبيل يديه وقدميه وتعصيب عينيه لفترات طويلة داخل الغرفة المحتجز بها، مع حرمانه من الأدوية اللازمة خاصة وأنه يعاني من أمراض الضغط والسكري، ومؤخرًا أصيبت قدميه بسبب تعرضه للتعذيب، ولم يتم إسعافه حتى أصبح غير قادرًا على المشي بصورة طبيعية.

اعتقل الأمير محمد بن نايف -ولي العهد السعودي السابق ووزير الداخلية الأسبق- في مارس/آذار 2020 بأوامر مباشرة من ولي العهد الحالي الأمير محمد بن سلمان الذي شن حملة اعتقالات شرسة ضد المرشحين المحتملين للعرش، وهم الأمير محمد بن نايف وعمه الأمير أحمد بن عبد العزيز وابنه نايف بتهمة التآمر للإطاحة به.

أزمة الأمير محمد بن نايف مع محمد بن سلمان بدأت قبل اعتقاله بفترة طويلة، حين عُزل من منصب ولي العهد الذي لم يشكك أحد في أحقيته به نظرًا لخبرته الكبيرة في المجال السياسي والدبلوماسي والأمني، لكن الملك سلمان قام بتعيين نجله بدلًا من ابن عمه المخضرم في منصب ولي العهد، ومنذ ذلك الحين وشراسة بن سلمان تتزايد وتتجاوز كافة الخطوط الحمراء.

وُضع الأمير محمد بن نايف قيد الإقامة الجبرية في قصره في جدة، وبعد أكثر من عامين اعتقل هو وعمه أحمد المرشح الآخر لولاية العهد، لتنقطع أخبار الأميرين بصورة رسمية رغم المطالبات الأمريكية بالإفراج عنهما، بخاصة وأن الأمير محمد بن نايف له مكانة خاصة لدى الإدارات الأمريكية المتعاقبة لدوره في مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة.

الأمير أحمد بن عبد العزيز يعاني أيضًا من أوضاع احتجاز سيئة، إذ أنه، وحسب المصادر، محتجز -في الإقامة الجبرية- داخل أحد الأقبية السرية في القصر الملكي، ويُعامل بطريقة مهينة مع حرمانه من العلاج والرعاية الصحية.

الجدير بالذكر أن أحد رجال وكبار مساعدي الأمير محمد بن نايف، سعد الجبري، فر من البلاد بعد عزل بن نايف خوفًا من بطش بن سلمان، الذي بدوره اعتقل اثنين من أبناء الجبري، عمر وسارة، واحتجزهما كرهائن للضغط على والدهما للعودة إلى المملكة، كما اعتقل زوج ابنة الجبري وعرضه لتعذيب وحشي كنوع من أنواع مساومة الجبري الذي رفع دعوى ضد بن سلمان متهمًا إياه بإرسال فريق اغتيال لقتله مثلما حدث مع خاشقجي.

من جانبنا، نحمل السلطات السعودية وعلى رأسها الأمير محمد بن سلمان مسؤولية سلامة حياة الأميرين محمد بن نايف وأحمد بن عبد العزيز، ونطالب بضرورة الإفراج الفوري عنهما وتوفير الرعاية الصحية المطلوبة لهما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى