تقارير

تسليم الحسني: تداعيات عدم معاقبة بن سلمان بدأت في الظهور

بعد قيام المغرب بتسليم أسامة الحسني إلى السعودية، السبت ١٣ مارس/آذار، على الرغم من التحذيرات بإمكانية تعرضه لخطر شديد حال تسليمه، لا يمكن تفسير هذا التصرف “الصادم” إلا بأن النظام السعودي ماض في استهداف المعارضين في الخارج دون اعتبار لأي قوانين وأعراف دولية.

عملية التسليم “المخيبة للآمال” -كما وصفها محامو الحسني- جاءت بعد أسابيع قليلة من تقرير الاستخبارات الأمريكية حول مقتل خاشقجي، والذي أكد قيام ولي العهد السعودي بإصدار أوامره صورة مباشرة لتنفيذ عملية الاغتيال التي لا زالت تعاني المملكة من سمعة سيئة بسببها.

They wronged an innocent person': Wife of Australian Osama Al-Hasani says  he's been handed to Saudi authorities

بعد تقرير المخابرات الأمريكية، ورغم التأكد من تورط ولي العهد في الجريمة الشنعاء، رفضت الإدارة الأمريكية معاقبة “محمد بن سلمان”، والاكتفاء بإدانة وشجب دوره فقط، ما تسبب في موجة انتقادات واسعة حول العالم مع تحذيرات من أن تجاهل معاقبته سيكون بمثابة ضوء أخضر للاستمرار في ارتكاب مزيد من الانتهاكات والجرائم المشابهة.

بررت الإدارة الأمريكية برئاسة “جو بايدن” موقفها من عدم معاقبة بن سلمان بأن هناك اعتبارات دبلوماسية يجب الاهتمام بها، ومع ذلك، فإن هناك “إجراءات أخرى أكثر فاعلية يمكن اتباعها لضمان عدم ارتكاب جرائم مثل قتل خاشقجي”.

جادل الكثيرون أن هذا التبرير، رغم كونه منطقي، إلا أنه ليس كافياً لردع النظام السعودي، مع ذلك، لم يتوقع أحد أن الآثار السلبية لتجاهل بن سلمان ستبدأ في الظهور بهذه السرعة.

International lawyer urges United Nations to immediately intervene in  Australian Osama Al-Hasani's extradition

محامو الحسني أكدوا أن وجوده في السعودية يعني خطر كبير يداهم حياته في كل لحظة، وأن تعرضه للتعذيب أمر حتمي في حال تم التحقيق معه من قبل الأمن السعودي، الذي سيجبره على الاعتراف بتهم لم يرتكبها، ليكن هذا الاعتراف الباطل ذريعة قوية للمحاكم السعودية التي قد تصدر عليه أحكاماً بالإعدام أو بالسجن مدى الحياة.

وفي بيان رسمي، أكدت عائلة “الحسني” أنهم لم يتم إبلاغهم بعملية التسليم رسمياً، كما لم يتم إبلاغ المحامين كذلك، والذين لم يُمكنوا من الاستئناف على قرار التسليم، وفوجئوا بنقله للسعودية في سرية تامة.

من جهتنا، نحمل السلطات المغربية بمسؤولية أي مكروه قد يحدث للحسني، فالنظام السعودي صاحب سجل سيء ووحشي فيما يتعلق بحقوق الإنسان ذات الأوضاع المتدهورة في المملكة، وهو أمر معلوم للجميع لا يمكن إنكاره.

ونطالب، في “معاً من أجل العدالة”، السلطات الأسترالية العاجل لإنقاذ السيد الحسني والتدخل العاجل لضمان إطلاق سراحه وحصوله على كافة حقوقه القانونية والإنسانية.

اقرأ أيضًا: بن سلمان يسن منشاره.. المغرب يضع رقبة الحسني على المقصلة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى