تقارير: رئيس مجلس إدارة نيوكاسل أشرف على الحملة القمعية التي قادها بن سلمان ضد رجال الأعمال
كشفت تقارير حقوقية أن ياسر الرميان – أحد مستشاري محمد بن سلمان المقربين والرئيس الجديد غير التنفيذي لنادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي- كان وراء استيلاء النظام السعودي على 20 شركة عام 2017 وتحويلها إلى صندوق الثروة السيادي بالرياض الذي يترأسه محمد بن سلمان.
وبحسب وثائق قضائية تم الكشف عنها حديثاً، فإن ياسر الرميان شارك وأشرف على حملة قمعية هدفت إلى الاستيلاء على أموال مئات رجال الأعمال وشركاتهم، بما فيها شركة الطائرات الخاصة التي استخدمها قتلة الصحفي السعودي جمال خاشقجي في التنقل لتنفيذ عملية الاغتيال في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وفي تقرير مطول لصحيفة الغارديان البريطانية، فإن ياسر الرميان، رئيس مجلس الإدارة الجديد لنيوكاسل والذي يدير أيضًا صندوق الاستثمارات العامة في الرياض، أصدر أمر بمصادرة وتحويل 20 شركة إلى صندوق الثروة السيادية في عام 2017، وذلك وفقًا لوثائق سعودية داخلية قُدمت إلى محكمة مدنية في كندا كجزء من قضية غير ذات صلة، أمر مساعد مقرب لولي العهد الرميان بإجراء التحويلات.
تعرض صندوق الاستثمارات العامة، الذي يرأسه محمد بن سلمان، لرقابة مكثفة خلال مفاوضات بيع نيوكاسل، في حين أن ستة من أعضاء مجلس الإدارة الثمانية الآخرين في الصندوق هم من وزراء الحكومة السعودية والسابع هو مستشار الديوان الملكي، أصرت الحكومة السعودية على أن صندوق الاستثمارات العامة كيان مستقل عن الدولة.
فشلت عملية الاستحواذ العام الماضي، لكن الصندوق السيادي في النهاية استحوذ على النادي هذا الشهر، عندما أعلن الدوري الإنجليزي الممتاز عن موافقته على صفقة نيوكاسل، قائلاً إنه حصل على “تأكيدات ملزمة قانونًا بأن المملكة العربية السعودية لن تسيطر على النادي”، لكن لم يوضح الدوري الممتاز عن طبيعة هذه التأكيدات أو ما تحتوي عليه.
جاءت هذه الخطوة بعد أن قام الكونسورتيوم الذي تقوده السعودية والذي كان يحاول شراء نيوكاسل بسحب عرضه في عام 2020، وفي النهاية، قدم صندوق الاستثمارات العامة للائتلاف 80 في المائة من أموال الصفقة البالغة 300 مليون جنيه إسترليني (407 ملايين دولار).
لطالما عارضت الجماعات الحقوقية صفقة بيع نيوكاسل، حيث اتُهمت الرياض بارتكاب مجموعة واسعة من انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك مقتل الصحفي جمال خاشقجي في 2018، وهو ما خلصت إليه تقارير المخابرات الأمريكية.
الصندوق وراء الطائرات المستخدمة في مقتل خاشقجي
وفقًا لوثائق المحكمة التي تم الكشف عنها حديثًا، فإن شركة الطائرات المستأجرة التي زُعم لاحقًا أنها استخدمت في المؤامرة السعودية لقتل خاشقجي كانت إحدى الشركات التي تم نقلها إلى صندوق الاستثمارات العامة تحت حكم الرميان في عام 2017.
وذكرت صحيفة الغارديان أن الوثائق لا تشير إلى تورط الرميان أو علمه بمؤامرة قتل خاشقجي، لكنها تشير إلى أن ولي العهد السعودي أصدر أوامر للرميان لاتخاذ إجراءات تتعلق بصندوق الاستثمارات العامة.
ياسر الرميا ، مصرفي سابق، يشغل أيضًا منصب رئيس مجلس إدارة شركة النفط السعودية أرامكو، وقد أشرف على استثمارات صندوق الاستثمارات العامة تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، بما في ذلك استثمارات في أوبر وفيسبوك وديزني وسيتي بنك، وقد ذكرت صحيفة الغارديان أنه من المقرر أن يحضر أول مباراة له مع نيوكاسل يوم الأحد بعد توليه منصب الرئيس غير التنفيذي للنادي.
دعوى مدنية في كندا
تم رفع الوثائق الداخلية التي تم الاستشهاد فيها بتورط الرميان في محكمة كندية كجزء من دعوى مدنية رفعتها كيانات مملوكة للسعودية ضد سعد الجبري، رئيس المخابرات السعودية السابق.
الجبري متهم بإساءة إنفاق أموال الدولة أثناء عمله في وزارة الداخلية في عهد ولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف، الذي أطيح به عام 2017، ووضع تحت الإقامة الجبرية، وحل محله ابن عمه محمد بن سلمان.
تتعلق سجلات المحكمة بحملة مكافحة الفساد القمعية التي قادها محمد بن سلمان منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2017، والتي تم خلالها اعتقال 400 من أثرى أثرياء المملكة العربية السعودية – بما في ذلك الأمراء والوزراء – واحتجزوا بمعزل عن العالم الخارجي في فندق ريتز كارلتون في الرياض.
فر الجبري من البلاد قبل انقلاب القصر واستقر في كندا عام 2018 حيث يقيم حاليا، في العام الماضي، رفع الجبري، الذي تربطه علاقات عميقة بوكالة المخابرات المركزية، دعوى قضائية ضد محمد بن سلمان، مدعيًا أنه قام بإرسال فرقة اغتيال مكونة من 50 شخصًا، تُعرف باسم “فرقة النمر”، إلى كندا في عام 2018 لقتله.