صحافة عالمية

حنان العتر: على تركيا إعطائي جميع الأدلة المتعلقة بمقتل زوجي جمال خاشقجي

ترجمة مقال لحنان العتر في صحيفة الغارديان

“مرت أربع سنوات على مقتله، لكن كفاحي من أجل العدالة مستمر… أحتاج إلى كافة المعلومات المتاحة حول تفاصيل وأسباب الوفاة والتقنيات المستخدمة”.. حنان العتر

في مثل هذا اليوم قبل أربع سنوات، فقد العالم مفكرًا لامعًا وصحفيًا وزوجًا وأبًا وجدًا: جمال خاشقجي… بصفتي أرملته، خسارتي مضاعفة بخاصة وأن ما حدث بالضبط في الأيام والأسابيع التي سبقت مقتله العمدي لا يزال أمرًا مجهولًا.

إجابات كثيرة موجودة داخل أجهزة جمال الشخصية: هاتفان جوّالان وجهاز كمبيوتر محمول وجهاز لوحي…. أعتقد أن هذه الأجهزة ستكشف عن تفاصيل لم يتم الكشف عنها سابقًا حول مقتل جمال والتي تعتبر ضرورية لمعرفة الحقيقة الكاملة وتعزيز تحقيق العدالة… هذه الأجهزة في حوزة الحكومة التركية الآن.

جهات مثل Forbidden Stories ومنظمة العفو الدولية وسيتيزن لاب اكتشفت أن أجهزتي قد استُهدفت ببرنامج التجسس الخبيث Pegasus التابع لمجموعة NSO الإسرائيلية، والذي يتمتع بخاصية “النقر الصفري” التي يمكن أن تصيب الأجهزة، مما يؤدي إلى تشغيل مراقبة الصوت والكاميرا، دون علم الضحية على الإطلاق.

أظهر الفحص الإضافي لأجهزتي ليس فقط التتبع بواسطة برامج التجسس التابعة لـ NSO ، ولكنه وجد دليل على وجود برنامج تجسس آخر يُدعى Cellebrite ، زُرع على أجهزتي وقام بتنزيل جميع اتصالاتي مع جمال، وقد حدث كل هذا في عام 2018 أثناء تعرضي لاستجواب مروع من قبل المخابرات الإماراتية لمدة قاربت الـ72 ساعة.

شعرت بالحزن عندما اكتشفت أن أجهزتي تعرضت للاختراق وتم التجسس على محادثاتي الخاصة مع جمال، والتي ناقشنا خلاها كل شيء يتعلق بنا، بما فيها خططنا المستقبلية حول السفر وخلافه… من كان يستمع إلينا ومتى؟ هل هكذا عرفوا كل تحركات جمال وخطط سفره؟ أظن أن هواتف جمال تعرضت للاختراق بنفس القدر من قبل برنامج التجسس Pegasus التابع لشركة NSO بتوجيه من الحكومة السعودية.

في عام 2019، طلبت الدكتورة أنييس كالامار، المقررة الخاصة السابقة للأمم المتحدة التي حققت في مقتل زوجي، أجهزته وأخبرتها السلطات التركية أنها تحتجز هواتف جمال وجهاز الكمبيوتر الخاص به كجزء من تحقيقاتها، وأن هذه الأجهزة “قيد الفحص”.

كنت آمل أنه خلال المحاكمة التي جرت في تركيا، سيكشف المدعي العام عن الأدلة الرئيسية التي جمعوها من أجهزة جمال، لكن هذا لم يحدث حتى الآن، إذ انتهت المحاكمة في تركيا ونُقلت إلى المملكة العربية السعودية دون أي إجابات.

تقدمت المحامية رندا فهمي مؤخرًا بطلب للسفير حسن مراد مرجان، السفير التركي لدى الولايات المتحدة، للاطلاع على هذه الأجهزة، وفي الأسبوع الماضي، لجأت إلى مدير المخابرات الوطنية الأمريكية، أفريل هينز، لمساعدتي في الحصول على هذه الأجهزة… طلبت منها أن تطلب رسميًا من تركيا إعادة هذه الأدلة الرئيسية، في ضوء الإجراءات القانونية الوشيكة في الولايات المتحدة.

بصفتي الزوجة الوحيدة لجمال قبل وفاته، أريد محاسبة جميع الأطراف على مقتل زوجي، بما في ذلك حكومات المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومجموعة NSO الإسرائيلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى