دعوات لـ فورومولا 1 بالانسحاب من السعودية بسبب المعاملة السيئة للسجناء
ترجمة عن صحيفة الغارديان
وجهت منظمة ريبريف لحقوق الإنسان دعوات لـ فورمولا 1 لعدم الاستمرار في المشاركة في سياسة الغسيل الرياضي التي تتبعها المملكة العربية السعودية لتحسين صورتها والتغطية على جرائم حقوق الإنسان التي تُرتكب ضد المعارضين.
جاءت هذه الدعوات بعد أن كتبت عائلة “مراهق” محكوم عليه بالإعدام إلى لويس هاميلتون تتوسل إليه للتحدث عن قضية نجلها قبل السباق المقرر عقده في نهاية هذا الأسبوع.
في الوثائق المرسلة من زنزانة عبد الله الحويطي واطلعت عليها صحيفة الغارديان، قال عبد الله إنه تعرض للتعذيب ولعدد كبير من الانتهاكات التي يقول إنه عانى منها على يد السلطات السعودية، والتي نفسها تقوم بتنظيم بطولة F1 مرة أخرى في الدولة التي نفذت مؤخرًا إعدام 81 شخصاً في يوم واحد.
في تقرير صدر في يناير/كانون الثاني، صنفت مجموعة من خبراء الأمم المتحدة بعض انتهاكات السعودية للقانون الدولي على أنها “جرائم ضد الإنسانية”، خاصة مع استمرار الدولة في إعدام القصر، أو الأشخاص الذين كانوا قصر وقت ارتكاب الجرائم المتهمين بها.
عندما نظمت المملكة العربية السعودية السباق العام الماضي، كان هاميلتون ينتقد قرار الفورمولا ون بإقامة السباق هناك، حيث قال “هل أشعر بالراحة هنا؟ بالطبع لا… لكن ليس خياري أن أكون هنا، لقد اتخذ المسؤولين عن البطولة خيار التواجد هنا.”
اعتقل الحويطي عندما كان في الرابعة عشرة من عمره بتهمة السطو على محل مجوهرات قُتل خلالها شرطي، لكن عائلته تؤكد، مع أدلة كاميرات المراقبة وأقوال الشهود المكتوبة، أنه لم يكن بالقرب من المتجر في ذلك الوقت، ولكن كان مع أصدقائه في مكان آخر.
ذكر عبد الله في مذكراته التي سربها من السجن، والتي اطلعت عليها الغارديان حصريًا، أنه بعد القبض عليه تعرض للتعذيب بشكل متكرر حتى وقع على ورقة بيضاء كاعتراف.
وجاء في إفادته “استمر الضباط في ضربي، وفي كل مرة رفعت قدمي عن الطاولة، كان يتم ضربي على جسدي حتى أغمي علي… سُكب الماء على وجهي…تم تشغيل التكييف على النظام البارد وجعلوني أقف مقابله لمدة نصف ساعة”.
ذكر الحويطي أيضاً أنه أُجبر على المشاركة في تعذيب شقيقه.
حُكم عليه عام 2019 بالإعدام، وكان عمره آنذاك 17 عامًا، وألغت المحكمة العليا في المملكة العربية السعودية الحكم العام الماضي، لكن هذا الشهر حُكم عليه بالإعدام مرة أخرى.
وبغض النظر عن الشك في إدانته، فإن الحكم يتعارض مع الادعاءات العلنية المتكررة للمملكة العربية السعودية بأن لا أحد في البلاد سيتم إعدامه على جريمة ارتكبها عندما كان قاصرًا، وقد وجهت عائلته نداءً صادقًا إلى هاميلتون للتدخل.
كتبت عائلة الحويطي إلى هاملتون -بطل العالم سبع مرات-: “لم تُسمع صرخاتنا من أجل العدالة…. ربما، إذا قلت اسمه، سيستمع من يقرر مصيره… هل ترفع صوتك لتنقذ عبد الله؟ سواء كان ذلك في محادثات خاصة مع السلطات أو علنًا أثناء وجودك هنا في المملكة العربية السعودية للسباق، نعتقد أنه يمكن أن يحدث فرقًا “.
أصدر فريق الأمم المتحدة العامل المعني بالاحتجاز التعسفي تقييمًا دامغًا لقضية الحويطي، وأشارت إلى شكوك جدية حول شرعية محاكمته، وتجاهل المحاكم لعمره، في انتهاك لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، وأن هناك مشكلة منهجية مع الاحتجاز التعسفي في السعودية، مشيرة إلى أن “الحبس المنهجي أو غيره من أشكال الحرمان الشديد من الحرية يشكل انتهاك لقواعد القانون الدولي جرائم ضد الإنسانية “.
أدانت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشليت، عمليات الإعدام الأخيرة وذكرت أن الأمم المتحدة تعتقد أنه من بين 81 مدانًا بارتكاب “جرائم إرهابية”، كان 41 من المسلمين من الأقلية الشيعية الذين شاركوا في الاحتجاجات المناهضة للحكومة والمطالبة بإعطاء الشعب مساحة أكبر للمشاركة السياسية.
في الأسبوع الماضي، قال الرئيس التنفيذي للرياضة، ستيفانو دومينيكالي، إنه شعر بالقلق من عمليات الإعدام لكنه أصر على أن الفورمولا 1 يمكن أن “تسلط الضوء” على انتهاكات حقوق الإنسان، ورفضت مدير ريبريف مايا فوا هذه الحجة، قائلة إن وجود الفورمولا 1 في السعودية يعد بمثابة غسيل رياضي، وإضفاء الشرعية على النظام.
وقالت: “من خلال السباق في المملكة العربية السعودية، تقول فورمولا 1 بشكل فعال أن إعدام الأشخاص لمشاركتهم في الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية أمر جيد…. إنها تخبر السلطات السعودية أن بإمكانهم إزالة بقع الدم الناتجة عن الإعدام الجماعي والظهور عند العلم الذي يرفرف بعد أيام لتسليم الكأس…. تُظهر عمليات الإعدام شبه اليومية هذا الأسبوع أنهم سمعوا هذه الرسالة بصوت عالٍ وواضح”.