تدين منظمة “معاً من أجل العدالة” بأشد العبارات إصرار السلطات السعودية على احتجاز المواطن السعودي ورجل الأعمال سالم المزيني دون وجه حق، مؤكدة أن احتجازه هو ممارسة انتقامية كونه صهر مسؤول المخابرات السعودي السابق سعد الجبري- المطارد من قبل النظام الحاكم في المملكة.
التنكيل بالمزيني بدأ عام 2017 حين تم اعتقاله مع عدد كبير من رجال الأعمال والاقتصاديين البارزين في المملكة، وتم حبسه معهم في فندق ريتز كارلتون في الفترة من 27 سبتمبر/أيلول 2017 وحتى 18 يناير/كانون الثاني 2018، ولم يُفرج عنه إلا بعد أن أجبره المسؤولون السعوديون على تحويل 400 مليون ريال سعودي (108 ملايين دولار أمريكي) ونقل ملكية شركة سكاي برايم للطيران، التي كان يترأسها كرئيس تنفيذي، إلى الحكومة عبر صندوق الاستثمارات العامة، صندوق الثروة السيادية للبلاد الذي يخضع لسلطة مباشرة من قبل ولي العهد السعودي.
بعد حوالي عامين الإفراج عنه والمضايقات التي لم تتوقف خلال تلك الفترة، أُعيد اعتقال المزيني مرة أخرى في 24 أغسطس/آب 2020 من قبل قوة من أمن الدولة السعودي، وتم إخفائه قسرياً لفترة قبل الاعتراف بحبسه، ولم تتلق عائلة المزيني أي أخبار منه سوى مرة واحدة منذ ديسمبر/كانون الأول 2020، خلال مكالمة هاتفية قصيرة جداً من سجن سعودي في 31 مايو/أيار 2021.
اعتقال المزيني جاء بعد أقل حوالي أسبوعين من قيام سعد الجبري -والد زوجته “حصة”- برفع دعوى قضائية ضد ولي عهد السعودي محمد بن سلمان في المحكمة الاتحادية الأمريكية، والتي قال فيها إن محمد بن سلمان أرسل فريقاً إلى كندا لقتله في نفس الشهر الذي قُتل فيه خاشقجي.
سبق القبض على المزيني احتجاز شقيقه ماجد في 20 يونيو/حزيران 2020، والذي تلى مع اعتقال عمر وسارة نجلي سعد الجبري في مارس/آذار 2020، ولا يزال حتى الآن شقيق المزيني معتقل دون تهم معلنة، على عكس أبناء الجبري الذين تعرضوا لمحاكمة سرية.
وبحسب إفادات خطية تم إرفاقها في اجراءات التقاضي بين الجبري والحكومة السعودية في كندا، سرد المزيني التعذيب الوحشي والممارسات اللاإنسانية التي تعرض لها على يد الضباط والحقوقيين السعوديين أثناء فترة اعتقاله الأولى.
وجاء في تلك الإفادات أنه تعرض للضرب والجلد والإجبار على البقاء في وضعيات مرهقة (كالوقوف أو الجلوس إلخ)، والصعق بالكهرباء والحرمان من الطعام.
كما قال إنه تعرض للضرب بالقضبان الحديدية في أماكن حساسة، إذ كان حارس السجن يقوم بجلد أعضائه التناسلية في كل مرة يسير فيها إلى الحمام.
تم إجبار المزيني أيضاً على الزحف على الأرض والنباح مثل الكلب، وبحسب إفادته، فإنه بعد إطلاق سراحه من الاحتجاز الأول، احتاج المزيني إلى جراحة تجميلية لملء فجوة في جبينه ناجمة عن ضربة من محقق، واستمرت أظافر قدميه في السقوط بسبب الضربات المتكررة على ساقيه وقدميه.
وفقاً لمصادر خاصة فإن هناك ثلاثة مسؤولين سعوديين متورطين في احتجاز المزيني وتعذيبه وابتزازه والإشراف على عدد من الانتهاكات غير الآدمية التي تعرض لها، وهم صلاح الجطيلي، ومحمد بن عبد الملك آل الشيخ، وهندي السحيمي.
نؤكد مراراً وتكراراً أن اللامبالاة الدولية التي تُواجه بها جرائم وانتهاكات النظام السعودي ضد المعارضين والمفكرين والنشطاء تُعد بمثابة ضوء أخضر لارتكاب المزيد من تلك الفظاعات، والتي حولت المملكة بالفعل إلى سجن كبير وديكتاتورية لا مكان فيها لأي حرية أو حقوق.
ونطالب بضرورة اتخاذ موقف دولي جاد لإجبار النظام السعودي على وقف استخدام سياسة العقاب الجماعي والانتقام من أهالي المعارضين والسياسيين، والإفراج الفوري عن كافة معتقلي الرأي وضمان حصولهم على تعويضات مناسبة للأضرار النفسية والجسدية التي تعرضوا لها، فضلاً عن محاسبة مرتكبي تلك الانتهاكات.