صحافة عالمية

صحيفة الغارديان: السعودية تحكم على مواطن أمريكي بالسجن 16 عامًا بسبب تغريدات تنتقد النظام

ترجمة عن صحيفة الغارديان البريطانية

حُكم على مواطن أمريكي بالسجن 16 عامًا في المملكة العربية السعودية لنشره تغريدات تنتقد النظام السعودي، في علامة أخرى على حملة القمع العنيف التي تمارسها المملكة على أي صورة من صور المعارضة التي يتم التعبير عنها على وسائل التواصل الاجتماعي.

سعد إبراهيم الماضي، 72 عامًا، يحمل الجنسيتين الأمريكية والسعودية، اعتقل في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 عند وصوله إلى الرياض حيث كان ينوي الإقامة لمدة أسبوعين في بلده الأصلي في رحلة عمل سريعة وزيارة عائلية.

واقعة اعتقال الماضي تُعد ثاني واقعة “شهيرة” لسعودي كان يعيش في الخارج وتعرض للاعتقال فور عودته للبلاد بسبب استخدامه وسائل التواصل الاجتماعي، إذ سبق واعتقلت السلطات السعودية الناشطة سلمى الشهاب -طالبة الدكتوراه في جامعة ليدز بالمملكة المتحدة- فور وصولها البلاد، وحُكم عليها بالسجن لمدة 34 عامًا لامتلاكها حساب على تويتر ومتابعة المعارضين والناشطين وإعادة تغريد منشوراتهم.

في قضية سعد الماضي، ركزت النيابة السعودية على 14 تغريدة نشرها المواطن الأمريكي على مدى سبع سنوات أثناء إقامته في فلوريدا، بينها منشورات تتعلق بانتقاد اغتيال جمال خاشقجي، الصحفي في واشنطن بوست الذي قُتل في القنصلية السعودية في اسطنبول عام 2018.

في مقابلة مع صحيفة الغارديان، قال إبراهيم نجل الماضي إن عملاء سعوديين خطفوا والده من المطار واحتجزوه في فندق أثناء تفتيش هاتفه الذي كان يحوي صورًا كاريكاتورية وساخرة لمسؤولين سعوديين من بينهم ولي العهد محمد بن سلمان.

ظل الماضي رهن الاحتجاز لمدة 11 شهرًا دون محاكمة، بعدها عُرض على القضاء وحُكم عليه بالسجن 16 عامًا تليها الإقامة الجبرية لمدة 16 عامًا، إذ أدين باعتناق أيديولوجية إرهابية ومحاولة زعزعة استقرار المملكة، وحسب نجله، فقد أكد المسؤولون الأمريكيون للعائلة أن الماضي تعرض للتعذيب أيضًا.

يظهر حسابًا على تويتر أن سعد الماضي يشعر وكأنه في وطنه في أمريكا، إذ قال إبراهيم إن والده كان يمارس حريته في التعبير عندما نشر تغريدات تنتقد النظام رغم علمه جيدًا بالقمع السعودي ضد المعارضين، مضيفًا أن والده شعر بالأمان أثناء عودته إلى السعودية في زيارة قصيرة، بسبب جنسيته الأمريكية ولأنه كان جزءًا من قبيلة لها مكانتها واحترامها في المجتمع السعودي، “لكن لا أحد محمي في عهد محمد بن سلمان”.

في حديثه إلى صحيفة الغارديان من فلوريدا، عبر إبراهيم عن إحباطه الشديد من تعامل الحكومة الأمريكية مع قضية والده، فبعد شهور من التزام الصمت اتهم الولايات المتحدة بسوء إدارة الأزمة، بالإضافة إلى أن الحكومة الأمريكية لم تصنف قضية الماضي على أنها تتعلق بأمريكي “محتجز ظلماً”، وهو التصنيف الذي من شأنه أن يعطي القضية أولوية أعلى داخل البيروقراطية الأمريكية.

وقال إبراهيم “إنهم ينتظرون موت والدي في السجن حتى يعترفوا بوجوده… ثم يبنون له تمثالاً”.

كما في حالة سلمى الشهاب، قال إبراهيم إنه يعتقد أن والده – الذي كان لديه أقل من 2000 متابع على تويتر – قد تعرض للاعتقال بسبب شخص أبلغ عنه السلطات مستخدمًا تطبيق “كلنا أمن”، وهو تطبيق نشرته السلطات السعودية عبر المتاجر الإليكترونية لحث المواطنين على تقديم بلاغات في أي شخص يشكون أنه خطر على الأمن القومي لكن دون معايير واضحة لذلك، وعليه استخدم هذا التطبيق بكثرة في البلاغات الكيدية والانتقامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى