عائلة المعتقلة فاطمة آل ناصيف تستغيث للإفراج عنها
ست سنوات تقريبًا مرت الآن على اعتقال المواطنة السعودية فاطمة آل ناصيف من الدمام والزج بها داخل سجون المملكة سيئة السمعة دون الإفصاح عن تهمتها أو إيضاح موقفها القانوني بعد، لكن الأكيد أن احتجازها جاء لأسباب سياسية ربما تتعلق بنشاط شقيقيها المعتقليّن منذ أكثر من عقد ونصف.
مرت السنوات الست وفاطمة خلف القضبان، وابنتيها وجدتا أنفسهما فجأة بلا أم، فاختفت الطفولة وحل محلها معاناة اليُتم في بلاد الغربة، والأم حية مكبلة في الوطن لا حيلة لها لتضم ابنتيها، والفتيات لا حيلة لهم لتحرير أمهما.
اعتقلت فاطمة في سبتمبر/أيلول 2017، كانت ابنتها الأكبر “شهد” لا تزال في الثالثة عشر من عمرها بعد، وبتول الصغيرة لم تكن تعي جيدًا ما يدور حولها، لكنها كانت تفهم أن شيئًا ما ليس على ما يُرام.
في إحدى رسالات الاستغاثة التي وجهتها العائلة للمسؤولين في السعودية، قالت شهد عن واقعة اعتقال والدتها المأساوية: “كانت أمي قد أنهت تطبيقها العملي في مجال التمريض في الصيف الذي تمّ فيه اعتقالها في 2017، هل تعرفون كيف تمّ اعتقالها؟ كنت أنا وبتول معها في السيارة، فجأة أوقفتنا سيارة مدنية، خرج منها ملثمون، لذنا بأمي من شدة الخوف، سحبوها من بيننا بعنف وانهالت علينا الشتائم، ضربوا وجهها بالسيارة، وما زلت أحفظ شكل الكدمة التي صارت في وجه أمي، تبولت بتول من هول الرعب الذي صارت فيه، خرجنا علي وجوهنا لا نعرف بمن نلوذ في تلك اللحظات، فجأة فقدنا حضن أمنا، ما عادت لنا أمًا بعد ذلك. جدتنا توفيت قبل هذه الحادثة بعام حزنًا وكمدًا على ابنيها المعتقلين أيَضًا، ربما هي رحمة الله حلت بها، أن ترحل قبل اعتقال ابنتها”.
لم تكن واقعة الاعتقال هي أسوأ ما مر على العائلة، ما حدث بعد ذلك كان أبشع، داهمت القوات الأمنية منزل العائلة الكائن بحي الجميمة في العوامية، ونهبت ما به من ذهب وأموال حسبما قالت شهد، تاركين العائلة بلا مال يكفيهم لتوكيل محام للدفاع عن أمهم التي اعتقلت بلا ذنب ولا جريرة تجعل السلطات تعلن عنها حتى الآن.
فاطمة آل ناصيف هي شقيقة مصطفى وماجد اللذين اعتقلا قبل أكثر من 12 سنة ولا يزالا خلف القضبان حتى الآن، وهي المرأة الثالثة من نساء القطيف اللاتي يتعرضن للاستهداف والتنكيل من قبل السلطات، سبقتها الناشطتان إسراء الغمغام ونعيمة المطرود.
حسب مصادر مقربة، تعرضت فاطمة للتعذيب المدني والمعنوي على يد الأجهزة الأمنية والسجانات في سجن مباحث الدمام، كانا يضربانها بشدة ويوجهان إليها شتائم وألفاظ نابية خادشة للحياء، لا لشيء سوى رأيها في سياسات النظام.
لا تزال فاطمة خلف القضبان حتى الآن، عُرضت على القضاء لكن محاكمتها افتقرت لأدنى معايير المحاكمة الدنيا، وحتى اللحظة لم يُفصح رسميًا عن تهمتها، ولم يصدر ضدها أي حكم بعد، لكنها لا تزال رهن الاحتجاز التعسفي محرومة من حريتها، وبناتها محرومات من حضن أمهما.