عبد الله العودة: كيف مكنت الولايات المتحدة السعودية من إعدام 81 شخصاً
ترجمة مقال للباحث السعودي عبد الله العودة، والباحث الحقوقي جون هارش
قتلت الحكومة السعودية -السبت الماضي- 81 شخصاً في عملية إعدام جماعي، هي الأكبر في تاريخ المملكة الحديث، رغم التأكيدات المستمرة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بأن المملكة تجري إصلاحات قانونية مهمة، وأنها ستحد من استخدام وتطبيق عقوبة الإعدام.
تقدم الوفيات لمحة عن واقع العدالة السعودية الآن بعد أن شجعت الحكومات الغربية محمد بن سلمان على الاستمرار في بطشه، بعد فشلها في محاسبته على مقتل المعارض والصحفي السعودي جمال خاشقجي، فضلاً عن تجاهل العديد من الجرائم والانتهاكات الأخرى.
أعلنت وزارة الداخلية أن الحكومة أعدمت 81 معتقلاً “أدينوا بالإرهاب”، من بين جرائم أخرى يعاقب عليها بالإعدام، بدعوى أن بعض هؤلاء الرجال كانوا من عناصر القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابيين.
بالرغم من خطورة هذه الاتهامات والأحكام، قدم النظام أدلة قليلة لدعم هذه المزاعم ونفذ عمليات القتل، بينما كان قادة العالم منشغلين بما يحدث في أوكرانيا.
وقد تم الإعلان عن عمليات القتل بصورة صريحة لإثبات قوة الحكومة وتعزيز مناخ الخوف بين الشعب السعودي.
في حين أن الإعدام كان الأكبر في تاريخ البلاد حتى الآن، إلا أنه يأتي بعد عمليات إعدام جماعية لـ 37 شخصًا في عام 2019 و47 شخصًا في عام 2016. وعلى الرغم من الخطاب التحريضي الذي استخدمته الحكومة لتبرير هذه الإعدامات، فإن العديد من التهم لا تستحق عقوبة الإعدام بموجب القانون السعودي، وفي كثير من الأحيان لا تستحق حتى الاعتقال، حيث اتهم البعض بالمشاركة في مظاهرات سلمية.
وفقًا لأشخاص مقربين من الضحايا، رفضت الحكومة تسليم الجثث إلى عائلات الضحايا، في انتهاك آخر للإنسانية.
إن عدم سماح الحكومة للعائلات المتضررة بدفن أحبائها يشير إلى القوة المطلقة والخوف اللذين ينوي به محمد بن سلمان حكم البلاد بهما عندما يصبح ملكًا.
طريق محمد بن سلمان إلى العرش بات مضمونًا تمامًا لأنه قضى على المنافسين الفعليين والمحتملين داخل عائلته، وقد يبدأ حكمه قريبًا جدًا، لأن والده البالغ من العمر 86 عامًا يعاني من الأمراض.
منذ أن أصبح وليًا للعهد، عزز محمد بن سلمان سلطته من خلال مهاجمة أي مصدر نفوذ يمكن أن يحد من سلطته، فبالإضافة إلى وفاة خاشقجي، شملت ممارساته القمعية الاحتجاز والتعذيب والنقل القسري للثروة لما يقرب من 400 من كبار رجال الأعمال السعوديين والمسؤولين الحكوميين السابقين وأفراد العائلة المالكة.
كما كانت هناك اعتقالات جائرة واحتجاز واختفاء قسري لرجال دين سعوديين معتدلين تجرأوا على المطالبة بإصلاح قانوني، بالإضافة إلى المضايقات المستمرة من المسؤولين السعوديين للمعارضين في الخارج، مثال على ذلك، ما يحدث لعبد الله العودة، المقيم في الولايات المتحدة، نجل المعتقل السعودي سلمان العودة المعتقل منذ عام 2017 في الحبس الانفرادي ويواجه احتمال الإعدام لدعوته إلى المصالحة مع قطر على تويتر، كما تم منع تسعة عشر آخرين من أفراد الأسرة من مغادرة المملكة العربية السعودية.