صحافة عالمية

فورمولا1 تضفي شرعية على انتهاكات النظام السعودي

ترجمة عن صحيفة الغارديان

مع الذكرى السنوية الأولى لإقدام السلطات السعودية على إعدام 81 شخصًا في يوم واحد -أكبر عملية إعدام جماعي في تاريخ السعودية الحديث- وجه شقيق أحد الضحايا انتقادات لاذعة لبطولة فورمولا1 المقرر إقامتها في جدة هذا الأسبوع، متهمًا الرياضة بأنها تضفي الشرعية على “الجرائم الوحشية” التي ارتكبها النظام وبدلًا من محاسبته، تُساهم في إنجاح محاولات الغسيل الرياضي للتغطية على انتهاكاته.

ستنطلق جولة جديدة من بطولة فورمولا1 في حلبة جدة نهاية هذا الأسبوع، بعد أيام قليلة من مرور ذكرى إعدام السعودية 81 رجلًا في يوم واحد، في عملية إعدام جماعي نفذتها قبل وقت قصير من البطولة العام الماضي.

عملية الإعدام الجماعي واجهت إدانات حقوقية واسعة النطاق، واعتبرتها الأمم المتحدة انتهاك جسيم لحقوق الإنسان خاصة مع الإفادات القائلة بأن المحاكمات افتقرت إلى معايير العدالة الدنيا في قضايا أغلبها كانت ذات دوافع سياسية.

في رسالة الخميس الماضي، كتب ياسر الخياط شقيق مصطفى الخياط -أحد الضحايا الـ81، إلى الرئيس التنفيذي للفورمولا1 ستيفانو دومينيكالي منتقدًا استمرار عقد الجولات في السعودية، ومؤكدًا أن شقيقه أُعدم لمشاركته في مظاهرات مؤيدة للديموقراطية، مشددًا على أن وجود الفورمولا1 في المملكة شجع السلطات على ارتكاب المزيد من الممارسات الوحشية والقمعية.

وجاء في الرسالة: “النظام السعودي يستخدم بطولة فورمولا1 لصرف الانتباه عن مقتل أخي وعشرات الآخرين… الجائزة الكبرى تستمر كالمعتاد، وللأسف دون أي إدانة للفظائع التي لا يتوقف النظام عن ارتكابها على نفس الأرض المقامة عليها السباقات… فورمولا1 تضفي شرعية على هذه الجرائم البشعة”.

وتابع الخياط في رسالته “إن الصمت على هذه الانتهاكات يُعد تواطؤًا في الجرائم… هذه هي الطريقة التي يضمن بها النظام إفلاته من العقاب ويمارس بموجبها مزيدًا من القمع لأي حركة إصلاحية تدعو للديموقراطية… إن كانت الفورمولا1 تريد حقًا أن تكون وسيلة للتغيير للأفضل، فعليها اتخاذ موقف إيجابي والتوقف عن كونها أداء “للغسيل الرياضي” للانتهاكات السعودية.”

وأضاف الخياط “هذا نظام يقتل شعبه بصمت… يحاكمهم ويدينهم ويحكم عليهم بالإعدام وينفذ الحكم في سرية تامة… صمت الهيئات المختلفة التي من الممكن أن تحدث فارقًا مثل الفورمولا 1 يسمح بهذا العنف وإراقة مزيد من الدماء…. اللافت للنظر أن شراكة الفورمولا 1 مع النظام السعودي جاءت في وقت تصاعدت فيه وتيرة عمليات الإعدام “.

جاءت رسالة الخياط بعد أن صرح دومينيكالي للغارديان بأن الفورمولا 1 يمكن أن تحدث تغييرًا إيجابيًا في الأنظمة القمعية من خلال ممارسة “قوتها الناعمة” والتعامل مع السلطات.

يُذكر أن منظمةهيومن رايتس ووتش سبق وأكدت عبر تقاريرها أن ” السلطات السعودية تمارس القمع الوحشي ضد المعارضين السلميين منذ تعيين محمد بن سلمان وليًا للعهد”، وهو ما يؤكده ياسر الخياط، الذي لم فر من المملكة العربية السعودية خوفًا على حياته.

من جانبها أيدت مايا فوا، مديرة مجموعة حقوق الإنسان ريبريف موقف الخياط وهيومان رايتس ووتش من النظام السعودي، وأكدت أن “السباق المقرر إقامته عطلة نهاية الأسبوع يأتي في وقت تزايدت فيه عمليات الإعدام مرة أخرى، مع 13 حالة عرفناها في الأسبوعين الماضيين”.

وتابعت “يوضح هذا كيف أصبح نظام محمد بن سلمان أكثر جرأة، وواثقًا من قدرته على الاعتماد على صمت الفورمولا 1… هذا نظام عدم المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية وغيرهم من المتهمين في قضايا أخرى لا تشكل خطورة، فضلًا عن إعدام أشخاص كانوا أطفالًا وقت ارتكاب الجرائم الموجهة لهم… وفي كل مرة تُعقد جولات فورمولا1 فإن فرصة ارتكاب النظام مزيد من الجرائم الوحشية أكبر.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى