في عيد ميلاد ولي العهد.. نصب تذكاري لانتهاكات محمد بن سلمان في واشنطن
في 31 أغسطس/آب المنصرم كان عيد الميلاد السادس والثلاثين لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وفي غمرة الاحتفالات التي امتلأت بها شوارع المملكة، قام عدد من النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان بإحياء ذكرى الصحفي الراحل جمال خاشقجي في واشنطن العاصمة ضمن عريضة تتحدث عن انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة.
قُتل خاشقجي بوحشية وقُطعت أوصاله أثناء تواجده داخل القنصلية السعودية في اسطنبول لإنهاء معاملة تتعلق بزواجه في أكتوبر/تشرين الأول 2018، وبعد التحقيقات وتقصي الحقائق خلص تقرير حديث صادر عن وكالات المخابرات الأمريكية إلى أن الاغتيال كان بإذن شخصي من ولي العهد السعودي، لكن محمد بن سلمان يواصل نفي هذه المزاعم.
النصب التذكاري كان في ناشونال مول من الساعة 12 ظهراً حتى 6 مساء، تضمن منحوتة ضخمة لقلم حبر ينزف منه طلاء أحمر على ورقة منقوشة بأسماء أكثر من 140 سجين رأي في المملكة العربية السعودية، من بينهم نشطاء حقوق الإنسان لجين الهذلول وعبد الرحمن السدحان، ورسالة خيالية موقعة من خاشقجي، مكتوبة باللون الأسود فوق قائمة السجناء تقول: “عزيزي الأمير المهرج، الآلاف من ضحاياك يتمنون لك عيد ميلاد ملعون”.
كما تضمن النصب لافتة تسلط الضوء على اقتباس للرئيس جو بايدن، تقول: “موت جمال لن يذهب سدى ونحن مدينون لذكراه بالنضال من أجل عالم أكثر عدلاً وحرية”.
وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، قال مسؤولو البيت الأبيض إنهم قرروا أن تكلفة معاقبة السعودية بالعقوبات ستكون “باهظة جدًا”، لكن هذه التصريحات مع تعهدات بايدن تتعارض تماماً مع قرار الرئيس الأمريكي الجديد بالامتناع عن تحميل محمد بن سلمان المسؤولية عن مقتل خاشقجي على الرغم من التقرير الاستخباري الذي كشفت إدارته السرية عنه.
النصب التذكاري المؤقت كان جزءً من حملة Freedom First، وهو مشروع لمنظمات حقوق الإنسان مثل مبادرة الحرية ومنظمة العفو الدولية يركز على انتهاكات حقوق الإنسان السعودية.
في تصريحات صحفية، قالت أليسون مكمانوس ، مديرة الأبحاث في مبادرة الحرية: “عيد ميلاد محمد بن سلمان يمثل مناسبة حاسمة لتذكر أنه بينما يحتفل ولي العهد، لا يزال الكثير من ضحاياه يعانون”.
وتابعت “إن حقيقة أن محمد بن سلمان لم يُحاسب قط على أي من جرائمه هو تحريف للعدالة وصمة عار على التزام المجتمع الدولي بحقوق الإنسان. نأخذ هذا اليوم يومًا لتكريم العديد من ضحايا جرائم محمد بن سلمان… نتطلع إلى اليوم الذي قد يحتفلون فيه بالحقيقة والعدالة “.
في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، نظمت مبادرة الحرية ومنظمة العفو الدولية عرضاً لصور خاشقجي وغيره من الصحفيين والنشطاء السعوديين المضطهدين فوق مباني مختلفة في واشنطن العاصمة، جاء هذا الإجراء بعد مرور عامين على مقتل خاشقجي، وقد تم عرض الصور على المباني بما في ذلك سفارة المملكة العربية السعودية، وفندق ترامب الدولي، والمتحف الوطني للفنون، ومقر صحيفة واشنطن بوست.
من جانبها، قالت لينا الهذلول، شقيقة لجين الهذلول: “بينما يحتفل محمد بن سلمان بعيد ميلاده السادس والثلاثين، يظل آلاف سجناء الرأي خلف القضبان، ممنوعين من السفر، ويتم إسكاتهم…هذا النصب بمثابة تذكير للعالم بأن محمد بن سلمان مجرم ويجب محاسبته على جرائمه البشعة.”
ترجمة عن مقال في موقع Hyperallergic