في يوم المرأة العالمي.. السعوديات حبيسات في “سجن الوطن”
يحتفل النساء حول العالم اليوم بالذكرى السنوية ليوم المرأة العالمي. وعلى الرغم من الغضب العارم والإدانة من قبل الأمم المتحدة وأعضاء مجلس حقوق الإنسان الذين طالبوا بوضع حد لإفلات السعودية من العقاب أمام سيل الاعتقالات في صفوف النساء اللاتي ظللن سنوات وراء القضبان. في الوقت الذي يطالب فيه قادة المجتمع المدني بالإفراج عن المدافعين عن حقوق الإنسان خلال جائحة كورونا، تحتاج الأنظمة القمعية الآن أكثر من أي وقت مضى إلى إطلاق سراح المدافعين الذين يتعرضون لخطر متزايد أثناء الوباء.
قد تكون لجين الهذلول التي أفرج عنها مؤخرا، أبرز المدافعات عن حقوق الإنسان للنساء اللواتي اعتقلن في مايو 2018. وقد اتُهمت الهذلول بـ “محاولة زعزعة استقرار المملكة” وأمضت نحو عامين في السجن، تعرضت خلالهما للتعذيب المروّع على أيدي السلطات السعودية بينما تُحرم من الإجراءات القانونية الواجبة، بما في ذلك الحق في محاكمة عادلة.
وتزامنا مع اليوم العالمي للمرأة، الذي تحتفل به الأمم المتحدة في هذه الأيام، أحيا ائتلاف “أطلقوا سراح الناشطات السعوديات”، ذكرى مرور 3 أعوام على اعتقال الحكومة السعودية للعديد من الناشطات لتحديهن حظر الحكومة على قيادة النساء للسيارات وتفكيك نظام ولاية الرجل.
الائتلاف المكون من عدد من المدافعين عن حقوق الإنسان للمناصرة من أجل إطلاق سراح ناشطات حقوق المرأة من السجن، أكد في بيان أنه تم سجن المدافعات عن حقوق النساء منذ مايو 2018، وتعرضن لانتهاكات متعددة لحقوق الإنسان في ظل السلطة السعودية، بما في ذلك الصدمات الكهربائية والاعتداء الجنسي.
وقال بيان ائتلاف “أطلقوا سراح الناشطات السعوديات”: “لقد عانت المدافعات عن حقوق المرأة السعودية من انتهاكات لا يمكن تصورها لحقوق الإنسان على أيدي الحكومة السعودية وأولويتنا الأولى هي ضمان الإفراج عنهن فوراً ودون قيد أو شرط”. “يجب على المجتمع الدولي وقطاع الأعمال أيضاً محاسبة الحكومة السعودية على هذه الانتهاكات من أجل المضي قدمًا في الحلول العملية للنهوض بحقوق المرأة – تقدم وثيقة الدعوة التي أصدرناها حديثًا توصيات لكليهما لضمان المساءلة.”
كما توفي مؤخراً المدافع السعودي البارز عن حقوق الإنسان الدكتور عبد الله الحامد بعد إصابته بجلطة في سجن سعودي. ألقي القبض على الدكتور الحامد، الإصلاحي السياسي والمؤسس المشارك للجمعية السعودية للحقوق المدنية والسياسية في مارس 2013، بتهم تتعلق بنشاطه السياسي السلمي ونشاطه في مجال حقوق الإنسان. ويقول نشطاء سعوديون في مجال حقوق الإنسان إنه حُرم من الرعاية الطبية المناسبة قبل وفاته.
التهمة: أقرباء!
في السياق نفسه، أفاد حساب “سعوديات معتقلات” بوجود معتقلات في سجون آل سعود؛ بتهمة الصلة العائلية لمعتقلات على خلفية سياسية أو التعبير عن الرأي، ونشر الحساب على “تويتر” قائمة باعتقالات انتقامية لناشطات تم اعتقالهن لمجرد كونهن أقارب لمعارضين أو ناشطين.
وذكر أن “سهود الشريف” معتقلة لمجرد كونها ابنة الأميرة المعتقلة “بسمة بنت سعود”، و”عائدة الغامدي” لمجرد كونها أمّ الناشط “عبدالله الغامدي”. وأشار إلى أن “سماح النفيعي” معتقلة لمجرد كونها ابنة المعارض “منصور النفيعي”، و”خديجة الحربي” لمجرد كونها زوجة الكاتب “ثمر المرزوقي”.
واعتقلت الأميرة “بسمة” (56 عاما)، سيدة الأعمال وحفيدة مؤسس المملكة “عبدالعزيز آل سعود”، من بيتها في جدة في مارس/آذار 2019، مع ابنتها “سهود الشريف” (28 عاما). وكانت الأميرة من الداعيات لتقوية وضع المرأة في السعودية وتعزيز موقعها في مجال الأعمال، إلا أن المصدر المقرب منها يعتقد أن مطالبها بإرث والدها ربما كان من الأسباب التي دعت لاعتقالها.
وفي عام 2018، كشف “عبدالله الغامدي” الناشط المقيم في لندن، اعتقال قوات الأمن السعودية والدته المسنة وشقيقيه في محاولة لابتزازه والضغط عليه. وفي وقت سابق من يوليو العام الماضي، طالبت الأمم المتحدة، بضغط دولي على السعودية لإطلاق سراح ناشطات في الدفاع عن حقوق المرأة.
ووثق موقع بريطاني أكثر من 145 انتهاكا حقوقيا لنظام آل سعود ضد المرأة منذ حكم ولى العهد محمد بن سلمان 2017 ما يكذب الادعاءات المتكررة بإدخال إصلاحات. وقال موقع “ميدل إيست مونيتور” إن ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشادت باثنين من الحلفاء الرئيسيين لأميركا في الشرق الأوسط، لكنها ظلت صامتة بشأن محنة عدد من الناشطات المعتقلات وتعرضهن للتعذيب بسبب معارضتهن للملكيات الخليجية.
اقرأ أيضًا: في اليوم العالمي للمرأة.. تعرف على أبرز الانتهاكات التي تمت بحق معتقلات الرأي في السعودية