تقارير

لماذا تتمسك السلطات السعودية باعتقال سلمان العودة؟

أعلن الباحث والناشط السعودي عبد الله العودة في تغريدة له على حسابه على تويتر أن السلطات ستعقد جلسة محاكمة لوالده المعتقل الشيخ سلمان العودة الثلاثاء 5 يوليو/تموز الحالي لاستكمال محاكمته على تهم باطلة تم تلفيقها لها بالتعاون بين الجهات الأمنية والنيابة العامة.

الجلسة المنتظرة ستكون سرية ومغلقة كعادة جلسات محاكمة الشيخ، لن يتم فتحها للإعلام ولا لأي جهة مراقبة مستقلة، وبحسب عبد الله فإن هذه الجلسة تأتي بعد ثلاث سنوات من تأجيل المحاكمة التي حُرم فيها العودة من التمثيل القانوني ومن كافة حقوقه الأساسية الأخرى.

الشيخ سلمان العودة، الداعية السعودي الشهير، الذي يتابعه الملايين حول العالم بسبب وسطية خطابه، تم اعتقاله في سبتمبر/أيلول 2017 إبان الحملة القمعية التي شنها بن سلمان على المعارضين والأكاديميين والمفكرين والدعاة والمدافعين عن حقوق الإنسان، وهي الحملة التي ساهمت في تشويه صورة المملكة بصورة كبيرة أمام المجتمع الدولي الذي صنف السعودية بأنها من أكثر الدول خطورة في العالم على حقوق الإنسان.

أربع سنوات من الحبس الانفرادي، والإهانات اللفظية والنفسية، والتعذيب الجسدي والحرمان من العلاج ساهموا في تدهور حالة الشيخ سلمان المهدد بفقد سمعه وبصره بسبب سوء ظروف الاحتجاز وقطع التواصل عن العالم الخارجي، حيث كشفت العائلة في نهاية العام الماضي عن أن الشيخ سلمان ” فقد تقريباً نصف بصره ونصف سمعه”.

وبحسب حديث سابق لعبد الله مع موقع قناة الحرة، كشف عبد الله عن تلقي والده تهديدات بالقتل داخل محبسه، في يناير/كانون الثاني الماضي، وأضاف “تعرض الوالد لما يصنف دوليا بأنه تعذيب، بدءا من قذفه في مؤخرة السيارة، وتعصيب عينيه، وتقييد يديه داخل الزنزانة”، متابعاً “تعرض والدي أيضا لما يسمى بالتسهير لأيام عديدة أثناء فترات التحقيق داخل السجن، كما تعرض للحرمان من النوم لأيام متواصلة”.

وكانت منظمات حقوقية أخرى قد وثقت تعرض العودة البالغ من العمر 63 عاماً للتعذيب داخل محبسه، مثل منظمة “داون” التي ذكرت أن العودة “خلال زيارات عائلته السابقة، ذكر تعرضه لسوء المعاملة في سجن ذهبان وفي سجن الحائر الذي تم نقله إليه”.

اللافت للنظر في قضية الشيخ سلمان العودة، ليست الانتهاكات الجسيمة التي تتم بحقه كغيره من معتقلي الرأي، ولا ظروف الاحتجاز البشعة، ولا المحاكمة غير العادلة، بل ظروف اعتقاله تشكل الآن علامة استفهام كبيرة أمام المهتمين بالشأن السعودي، حيث تم اعتقاله بعد كتابته تغريدة على حسابه على تويتر يدعو فيها للتصالح مع قطر، وكان ذلك بعد الأزمة بأشهر قليلة، واليوم، وبعد إتمام المصالحة وعودة العلاقات، لماذا تتمسك السلطات السعودية باعتقال سلمان العودة؟

إننا نطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل ضد انتهاكات النظام السعودي وتشكيل فريق مستقل يسافر إلى المملكة للتحقيق في الانتهاكات المرتكبة ضد معتقلي الرأي وذويهم، وحضور جلسات المحاكمة، والتفتيش على السجون لضمان حصول كافة المعتقلين على حقوقهم التي يكفلها لهم القانون الدولي.

ونؤكد أن غضب المجتمع الدولي وحده لا يكفي، بل يجب اتخاذ خطوات جادة وعملية لإنقاذ سلمان العودة وبقية معتقلي الرأي في المملكة، ولضمان مناخ من الأمان والديموقراطية يستطيع فيه المواطنون التعبير عن آرائهم بحرية كاملة دون قيود أن ملاحقات أمنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى