ماذا تنتظر باريس كي تتوقف عن تسليح السعودية في حرب اليمن؟
نددت منظمة “معاً من أجل العدالة” بالموقف الفرنسي من مبيعات الأسلحة للسعودية، إذ التزمت باريس الصمت حيال الدعوات العالمية بضرورة وقف تسليح المملكة العربية السعودية لاستخدامها تلك الأسلحة في الحرب الشرسة المشتعلة في اليمن والتي يدفع ثمنها المدنيين العُزل.
ورأت “معاً من أجل العدالة” أن موقف فرنسا يتسم بسلبية مفرطة، ويتنافى مع شعارات احترام حقوق الإنسان التي ترددها في كافة المحافل، مؤكدة أن هذا التناقض يجعلها مشاركة وبصفة أساسية في الجرائم الوحشية التي تحدث في اليمن ما قد يعرض المسؤولين الفرنسيين إلى مساءلة دولية.
الصمت الفرنسي لا يختلف كثيراً عن موقف المملكة المتحدة الرافض لوقف تزويد السعودية بالأسلحة اللازمة لها، وكلا الموقفين لم يستطع المحللون تبريرهما خاصة وأن إدارة بايدن أعلنت عن وقف تقديم أي دعم عسكري ولوجستي للقوات السعودية لاستخدامها في الهجمات العشوائية التي تطال المدنيين في اليمن، بالإضافة إلى إعلان إيطاليا وقف تصدير الصواريخ للمملكة.
من ناحية أخرى، كشفت وثيقة حكومية داخلية، بحسب ما قالته المنظمة غير الحكومية Disclose، أن ا أحد الأقسام بمقر رئاسة الحكومة اعترض بوضوح على فرض الرقابة الديمقراطية على صادرات الأسلحة الفرنسية، في إشارة واضحة إلى رغبة فرنسا في تصدير الأسلحة للسعودية، ما يجعلها بالطبع “متواطئة” في جرائم السعودية في اليمن.
بالإضافة إلى ذلك، كشفت تحقيقات صحفية في وقت سابق أن العديد من الشركات الفرنسية المتخصصة في التدريب العسكري تقوم بتدريب جنود الجيش السعودي وهو الجهد الذي تصاعد مع بدء التدخل العسكري السعودي في اليمن عام 2015.
وأظهر التحقيق الذي أجرته وكالة “ميديا بارت” أن المملكة العربية السعودية اعتمدت بصورة كبيرة في حربها في اليمن على الطائرات والمدرعات والسفن وحتى الصواريخ التي استوردتها من فرنسا في السنوات الأخيرة.
الوضع في اليمن كارثي، ومع استمرار تقديم الدعم العسكري من أسلحة وتدريبات من المتوقع أن تتفاقم الأزمة التي وصفتها الأمم المتحدة أنها أسوأ كارثة إنسانية شهدها العالم، والتي قُتل بسببها مئات الآلاف من الضحايا الأبرياء، بالإضافة إلى تشريد الملايين الذين أجبرتهم الحرب على ترك منازلهم والنزوح إلى مدن أخرى، فضلاً عن تدمير البنية التحتية لليمن وانهيار أنظمة التعليم والصحة والغذاء.
مجدداً تؤكد “معاً من أجل العدالة” على رفضها التام لاستمرار الدول الغربية في تسليح المملكة العربية السعودية، وتضم صوتها إلى صوت كافة المنظمات الداعية بضرورة وقف الدعم المقدم لدول التحالف العربي في هجماتهم في اليمن.
وأخيراً، تطالب “معاً من أجل العدالة” جميع أطراف النزاع للالتزام بقرار وقف إطلاق النار والبحث عن حلول سياسية ودبلوماسية لإنهاء الصراع الذي لم يتضرر منه سوى الشعب اليمني المسكين.
اقرأ أيضًا: المعارض السعودي “عمر عبد العزيز” وعائلته في خطر دائم !