تقارير

ماذا يحدث للدكتور محمد القحطاني داخل السجون السعودية؟!

أطلقت زوجة الدكتور محمد القحطاني – المعتقل لدى السلطات السعودية- نداء استغاثة عاجل لإجلاء مصير زوجها بعد انقطاع أخباره وتواصله لستة أيام حتى الآن مع رفض تام من السلطات للإفصاح عن أي معلومة حول وضعه أو حالته الصحية خاصة في ظل الإهمال الطبي الذي يتعرض له داخل السجن.

وحسب عقيلة الدكتور محمد فهد القحطاني، السيدة مها القحطاني، فإن أخبار زوجها انقطعت بصورة كلية منذ الرابع والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ولم يعد يتصل بهم كعادته، مؤكدة أنها حاولت التواصل مع إدارة “إصلاحية الحاير” حيث يقبع زوجها لكنهم كانوا يماطلون في الرد ويرفضون إعطائها أي معلومة عن زوجها وأسباب انقطاعه.

اعتقل القحطاني – الأستاذ السابق في معهد الرياض للدراسات الدبلوماسية- عام 2012 رفقة عدد كبير من مؤسسي منظمة “حسم” وهو اختصار لـ “الجمعية السعودية للحقوق المدنية والسياسية”، والتي كانت تدعو إلى تنفيذ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة في المملكة العربية السعودية، فضلاً عن نظام ملكي دستوري مع برلمان منتخب، إلى جانب إنشاء منظمات قانونية شفافة وخاضعة للمساءلة.

السلطات السعودية اعتبرت هذه الدعوات انتهاكًا للقانون وقررت معاقبة مؤسسي الجمعية وحكم عليهم بالسجن بعد عام تقريبًا من محاكمة جائرة وجلسات سرية، وكانت عقوبة القحطاني السجن لمدة عشر سنوات بالإضافة إلى حظر السفر لمدة مماثلة.

في حال التزم النظام السعودي بالقانون، من المقرر عن الدكتور القحطاني في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، لكن مع اختفائه المفاجئ تتصاعد المخاوف حول تدويره على ذمة قضية أخرى وإعادة محاكمته بعد توجيه اتهامات جديدة له، وأمر متعارف عليه في السعودية وكثيرًا ما يتكرر مع معتقلي الرأي والمعارضين والنشطاء.

طوال فترة حبسه تعرض القحطاني لجملة من الانتهاكات القانونية والحقوقية التي تتنافى مع أي مواثيق أو معاهدات دولية أو محلية، هذه الانتهاكات دفعته للدخول في إضراب كلي عن الطعام أكثر من مرة احتجاجًا على الأوضاع التي لم تتحسن أبدًا، وبدلًا من الاستجابة لمطالبه كان النظام السعودي يفرط في التنكيل به وبزملائه السجناء الذين يقررون الاحتجاج على الأوضاع بأي وسيلة سلمية مناسبة.

في تصريح خاص لزوجته، أكدت السيدة مها القحطاني أن الدكتور محمد طلب منها -في مكالمة هاتفية- تقديم شكوى رسمية للجهات المختصة ونقل ما يحدث من انتهاكات ومضايقات معه داخل السجن، لكن المسؤول عن السنترال في مقر الاحتجاز قطع المكالمة بصورة تعسفية وبدأت بعدها رحلة من التنكيل المضاعف مع زوجها حتى انقطعت أخباره.

بدورنا يطالب فريق “معًا من أجل العدالة” من المجتمع الدولي اتخاذ موقف حاسم من انتهاكات النظام السعودي المتصاعدة، والتي يغذيها المواقف السلبية لصناع القرار في العالم، مع اتخاذ إجراءات عاجلة لإجلاء مصير الدكتور محمد القحطاني وبقية المختفين قسريًا في المملكة.

ونطالب أصحاب الضمائر الحية والنشطاء والمدونين بعدم التوقف عن إيصال صوت ضحايا النظام السعودي، سواء داخل أو خارج السجون، المحاصرين داخل البلاد أو المطاردين في المنفى، مؤكدين أن صوتكم جميعًا يشكل فارقًا وسيؤدي يومًا إلى كسر قيود النظام السعودي المفروضة على الحريات والآراء الناقدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى