محكمة أمريكية تدين موظف تويتر في تهمة التجسس لصالح السلطات السعودية
ترجمة عن صحيفة الغارديان
أصدرت هيئة محلفين في محكمة فيدرالية في ولاية كاليفورنيا -أخيراً- رأيها في قضية اتهام موظف في تويتر بالتجسس على معارضين ونقاد لصالح السلطات السعودية عبر تسريب بياناتهم ومعلوماتهم الشخصية للنظام.
وبحسب هيئة المحلفين، فإن المتهم أحمد أبو عمو -يحمل الجنسيتين الأمريكية واللبنانية- قام باستخدام منصة التواصل الاجتماعي تويتر -كونه كان موظفاً بها- ومرر معلوماتهم الشخصية إلى مساعد مقرب من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
استغل أحمد أبو عمو منصبه في “تويتر” من أجل تجميع معلومات وتفاصيل شخصية تحدد هوية منتقدي النظام الملكي السعودي الذين كانوا ينشرون على تويتر عبر حسابات مجهولة الهوية، ثم يقدم المعلومات إلى بدر العساكر- واحد من أبرز مساعدي الأمير محمد بن سلمان.
وبحسب ما وُرد، فإن بدر العساكر منح أبو عمو ساعة بقيمة 20000 دولار، وقام بتحول ما مجموعه أكثر من 300000 دولار إلى حساب بنكي في لبنان تم إنشاؤه باسم والد أبو عمو.
وفقًا للائحة الاتهام، أجرت الحكومة السعودية أول اتصال مع أبو عمو في مايو/أيار 2014، وطلبت منه ترتيب جولة في مكتب “تويتر” في سان فرانسيسكو لمجموعة من “رواد الأعمال” السعوديين، والتي ضمت بدر العساكر وموظفين آخرين من المقربين لولي العهد، زارت سان فرانسيسكو في الشهر التالي.
طلب عساكر بعد ذلك من أبو عمو المساعدة في توثيق حساب الأمير محمد بـ “العلامة الزرقاء” وطلب تفاصيل الاتصال به، وجاء في لائحة الاتهام في نوفمبر / تشرين الثاني 2014، أنه تم الاتصال بأبو عمو من قبل متهم آخر في القضية، وهو أحمد المطيري، مستشار تسويق مواقع التواصل الاجتماعي السعودي يعمل لصالح العائلة المالكة، بما في ذلك الأمير محمد بن سلمان.
وطالب المطيري، المتهم بالقيام بدور الوسيط لعساكر، بعقد “اجتماع عاجل” بالقرب من مقر “تويتر” في سان فرانسيسكو لمناقشة “المصلحة المشتركة”، بحسب لائحة الاتهام.
في ديسمبر/كانون الأول، سافر أبو عمو إلى لندن للقاء عساكر، الذي يُزعم أنه أعطاه الساعة الفاخرة وما لا يقل عن 20 ألف دولار نقدًا، كما جاء في لائحة الاتهام أن أبو عمو بدأ في غضون أيام بالوصول بشكل غير قانوني إلى البيانات الشخصية لمستخدم تويتر كان منتقدًا للنظام السعودي، ثم اطلع على تفاصيل ناقد آخر في فبراير/شباط 2015.
في الشهر نفسه، تم دفع الدفعة الأولى البالغة 100000 دولار للحساب الذي تم إنشاؤه باسم والد أبو عمو في لبنان، والذي كان لأبو عمو حق الوصول إليه، وجاء في لائحة الاتهام أيضاً أنه تم دفع 200 ألف دولار أخرى في الحساب بعد استقالة أبو عمو من تويتر في مايو/أيار 2015.
قبل مغادرته موقع “تويتر”، قام أبو عمو بعقد لقاء بين المطيري وبين ثالث متهم في القضية، علي الزبارة، الذي اتهم لاحقاً بالتجسس على المعارضين السعوديين لصالح عساكر، لكن هيئة المحلفين في كاليفورنيا لم تجد أبو عمو مسؤولاً جنائياً عن أنشطة الزبارة.
يقال إن الزبارة التقى المطيري في منزل دبلوماسي سعودي في فيرفاكس، فيرجينيا، في مايو/أيار 2015، خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة، لكن الزبارة فر من الولايات المتحدة مع عائلته إلى المملكة العربية السعودية في عام 2015 بعد أن واجهته إدارة تويتر بسبب تصرفاته غير القانونية.
بمجرد وصوله إلى المملكة العربية السعودية، حصل على وظيفة في مؤسسة مسك الخيرية، وهي مؤسسة خيرية أسسها الأمير محمد بن سلمان ويديرها عساكر.
يُزعم أن اثنين من الموظفين قد تمت مكافأتهما -من قبل السلطات السعودية- على التجسس بساعات فاخرة، فضلاً عن عشرات الآلاف من الدولارات التب تم تحويلها إلى حسابات بنكية سرية.
أُدين أبو عمو بالكذب على مكتب التحقيقات الفيدرالي عندما واجهه عملاء لأول مرة في أكتوبر/تشرين الأول 2018، وادعى أن الساعة التي قدمها له عساكر كانت تساوي 5000 دولار فقط وأصدر فاتورة مزورة مؤرخة بإثبات أن إحدى المدفوعات البالغة 100 ألف دولار كانت مقابل عمل استشاري شرعي لعساكر.
ورفض القاضي طلب الادعاء باحتجاز أبو عمو حتى جلسة الأربعاء، واستند محاميه في ذلك إنه لا يمثل خطر الهروب لأن لديه زوجة وثلاثة أطفال صغار في كاليفورنيا.
الدفع مقابل الحصول على معلومات داخلية من تويتر ليس سوى إحدى الطرق التي سعى بها النظام السعودي للتجسس على المعارضين، كما تم اختراق حسابات وهواتف أصدقاء وزملاء كاتب العمود المقتول في صحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي باستخدام برنامج تجسس “بيغاسوس” المصنع من قبل شركة الأمن الإسرائيلية NSO.