صحافة عالمية

مرتزقة العالم الرقمي: كيف سخر النظام السعودي الملايين لاستهداف النشطاء والمعارضين  (٣)

استعانت السعودية باللبناني جيري ماهر في الحملة غير الأخلاقية التي استهدفت الإعلامية في قناة الجزيرة غادة عويس، وهو الأمر الذي صدم عويس بشدة.

تفاجأت عويس عندما علمت بتورط ماهر مع شبكة الأمريكيين التي هاجمتها على الإنترنت، فبالرغم من أن ماهر كان ضمن الضيوف التي استضافتهم ممثلين للنظام السعودي، إلا أن العلاقة بينهم كانت قائمة على الود والاحترام، لم تتوقع أبدًا أن يتورط في عمل كهذا ضدها.

في فبراير/شباط 2019، استضافت عويس ماهر في برنامجها، وكالعادة دافع عن موقف المملكة العربية السعودية في قضية مقتل خاشقجي، قائلاً إنه يعتقد أن المملكة تتعامل “بمسؤولية” مع القضية، مع ذلك الأمر كان مختلفًا خلف الكواليس، إذ أخبر ماهر عويس أنه يعتقد أن محمد بن سلمان أمر بالقتل وفقًا لما قالته عويس.

أما عن مقتل خاشقجي، قالت عنه عويس إنه رسالة تحذيرية لأي صحفي ينتقد أو يعارض النظام السعودي، ولم تنكر أنها اعتبرت هذه الواقعة تهديدًا مباشرًا لها.

وقالت لـ فوربيدن ستوريز: “ربما سيحدث لي ما فعلوه بخاشقجي لأنهم هاجموه على وسائل التواصل الاجتماعي ثم قتلوه”، وأضافت “نصحني خاشقجي قبل مقتله بأشهر بتجاهل الذباب الإليكتروني”.

طور سعود القحطاني جيش الذباب الإليكتروني السعودي في الفترة الأخيرة، وهي شبكة من الحسابات الوهمية تستهدف كل معارضي المملكة إما بالسب والإهانات، أو بنشر شائعات عنهم، وأحيانًا باختراق أجهزتهم وسرقة صور خاصة من عليها ونشرها أو ابتزازهم بها.

في يونيو/حزيران 2020، كتبت غادة عويس مقال رأي لصحيفة واشنطن بوست نقل رسالة قوية: “أنا صحفية في الشرق الأوسط.. لن يتم إسكاتي من خلال الهجمات عبر الإنترنت”.

مجموعة من أنصار ترامب ومقرها الولايات المتحدة تفاعلت مع المقال بسرعة، وأعادوا نشر صور عويس الخاصة مع تغريدات الإهانة والسب.

فوربيدن ستوريز تمكنت من تحديد هوية اثنين من المؤثرين المحترفين في الولايات المتحدة الذين شاركوا في هجمات ضد عويس الذين قد يكون لهم صلات بكيانات أجنبية.

أحد هذه الشخصيات كانت ماريا معلوف، وهي صحفية من أصل لبناني في واشنطن العاصمة تقول إنها الرئيس المشارك لشركة Prolific Solutions، وهي شركة استشارية مقرها الولايات المتحدة تعمل مع حكومات أجنبية.

ذكرت فان رايدر في الإيداع أن معلوف جزء من “المشروع الإعلامي” الذي يهاجم عويس وزعمت أنها حصلت على أموال من الأمير السعودي سطام بن خالد آل سعود.

لم توجد أي معلومات عن معلوف في سجل الوكلاء الأجانب التابع للحكومة الأمريكية، مما يشير إلى حدوث انتهاك محتمل للقوانين الفيدرالية.

المؤثرة الأخرى التي هاجمت عويس على الإنترنت كانت إيرينا تسوكرمان، وهي محامية مقرها نيويورك وتردد روايات قريبة من تلك الخاصة بالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والمغرب وأذربيجان وإسرائيل في مقاطع فيديو ومقالات رأي وظهور تلفزيوني.

في صيف عام 2022، رافقت تسوكرمان إحدى المنظمات غير الحكومية في الكابيتول هيل للضغط على الممثلين بشأن إعادة المتمردين الحوثيين، الذين يُنظر إليهم على نطاق واسع على أنهم مدعومون من إيران، وهي منافسة معروفة للسعودية، على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.

في سياق آخر، في عام 2018، تحدثت في مؤتمر نظمته في نيويورك مجموعة ضغط مؤيدة للسعودية لمنظمة غير حكومية تمولها السعودية، وكالعادة لم تظهر تسوكرمان ولا شركتها في سجل الوكلاء الأجانب.

بالإضافة إلى استهداف عويس، قامت تسوكرمان، الحاصلة على إجازة في القانون من جامعة فوردهام، بإهانة العديد من منتقدي النظام السعودي على موقع تويتر، وبعد مقتل خاشقجي، شككت تسوكرمان علنًا في عمل المحققين المستقلين للدفاع عن محمد بن سلمان.

“إنها طريقة جديدة لقتل الصحفيين، وإسكاتهم… بدلاً من أن تدفع الأنظمة لشخص لاغتيالك جسديًا، يدفعون لشخص لاغتيالك معنويًآ عبر وسائل التواصل الاجتماعي”، هكذا علقت عويس على عمل هذه الأنظمة مع مرتزقة العالم الرقمي، وأضافت ” أنت تقتل الشخصية…بدلاً من قتل الجسد، تقتل الكلمات، تقتل الآراء”.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى