صحافة عالمية

مسؤولة أممية: المخابرات الأمريكية كانت تعلم بوجود تهديد على حياة خاشقجي قبل مقتله

ترجمة عن صحيفة الإندبندنت البريطانية

في تصريحات حصرية لصحيفة الإندبندنت البريطانية قالت أغنيس كالامارد- مسؤولة الأمم المتحدة السابقة التي حققت في مقتل جمال خاشقجي- إن الولايات المتحدة “متواطئة” في الإفلات من العقاب الذي تتمتع به المملكة العربية السعودية، وذلك من خلال إخفاقها في الكشف عن كل المعلومات التي لديها المتعلقة بعملية قتل خاشقجي.

وأضافت كالامارد أنه على الأرجح فإن الولايات المتحدة كان لديها معلومات استخباراتية حول وجود تهديدات خطيرة لجمال خاشقجي الذي قُتل على يد فرقة سعودية داخل قنصلية بلاده في إسطنبول قبل ثلاث أعوام تقريباً.

وترى كالامارد أنه إذا كانت المسؤولين في الولايات المتحدة، لديهم معلومات من أي نوع وأي مصدر بخصوص القتل؛ وحول مدى مسؤولية محمد بن سلمان، أو السفر إلى القاهرة لأخذ العقار السام، ولم يعلنوا عنها – فهم يجعلون أنفسهم متواطئين في الإفلات من العقاب.

أمضت السيدة كالامارد ستة أشهر في التحقيق في جريمة القتل الوحشية، وقالت في تقريرها الصادر في 2019 إن السعودية مسؤولة عن “قتل خاشقجي مع سبق الإصرار والترصد”، كما قالت إن هناك أدلة موثوقة تؤكد مسؤولية ولي العهد محمد بن سلمان عن جريمة الاغتيال.

من جانبها، نفت السعودية مسؤولية الأمير وزعمت أن خاشقجي (57 عاما) كان ضحية لعملية “مارقة”، ووجهت الاتهام إلى عدد من المسؤولين الصغار فقط، فيما لم تحاكم أي من المسؤولين الكبار الذين حددتهم المخابرات الأمريكية، والتي تم نشر ملخص لاستنتاجاتهم في وقت سابق من هذا العام بعد فوز بايدن في الانتخابات.

في الأشهر الأخيرة، كانت هناك موجة من الاكتشافات الجديدة حول جريمة مقتل خاشقجي التي وقعت في أكتوبر/تشرين الأول 2018، والذي قُتل كونه كان من أبرز معارضي النظام في السنوات القليلة التي سبقت مقتله بغد اختلافه مع محمد بن سلمان وانتقاد سياساته بشكل متزايد عبر المقالات التي كان يكتبها ضمن أعمدته في صحيفة واشنطن بوست.

في يونيو/حزيران المنصرم، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن أربعة أعضاء من فرقة الاغتيال السعودية تلقوا تدريبات شبه عسكرية من شركة الأمن Tier 1 Group ومقرها أركنساس، المملوكة لشركة الأسهم الخاصة سيربيروس كابيتال مانجمنت.

يُذكر خلال الحملة الانتخابية الرئاسية، وصف جو بايدن المملكة العربية السعودية بأنها “منبوذة” وتعهد بأنه سيتخذ موقفًا أكثر صرامة مع المملكة من دونالد ترامب.

ومع ذلك، على الرغم من أن التقرير الصادر عن مكتب مدير المخابرات الوطنية والذي خلص إلى أن “محمد بن سلمان قد وافق على القتل”، لم يتم فرض أي عقوبات على ولي العهد نفس، بل فُرضت فقط على المسؤولين من ذوي الرتب الدنيا.

تواجه الحكومة الأمريكية حالياً دعوى قضائية من قبل منظمتين تسعى إلى إجبار بايدن على الإعلان عن أي معلومات تمتلكها الدولة حول جريمة القتل، وما كانت تعرفه مسبقاً عن التهديد الذي تعرض له خاشقجي الذي كان يقيم في الولايات المتحدة.

ودعت السيدة كالامارد، التي شمل تحقيقها الاستماع إلى مقطع صوتي مدته 15 دقيقة أثناء قتل خاشقجي، لم يُنشر على الملأ، جميع الحكومات للكشف عن جميع الأدلة التي لديها.

وقالت إنها شعرت بخيبة أمل من السرعة التي عادت بها العلاقات بين الولايات المتحدة المملكة العربية السعودية رغم تعهدات بايدن بإيلاء ملفات حقوق الإنسان أولوية قصوى في سياساته الخارجية.

 وأوضحت كالامارد في وقت سابق أن “كل ما نسمعه يشير إلى وجود علاقة وثيقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وهذا يعني -مجرد فرضية دون وجود دليل مادي- احتمال أن تكون الولايات المتحدة قد استولت على معلومات استخباراتية فيما يتعلق بالتهديدات الموجهة لجمال”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى