مقتل لبناني في سجون أبو ظبي: مجددًا المجتمع الدولي يلتزم الصمت أمام جرائم حليفه الإماراتي
مجددًا يكشف المجتمع الدولي عن نفاقه وازدواجية معاييره حول حقوق الإنسان حين يتعلق الأمر بأحد حلفائه الذي تربطهم معه مصالح اقتصادية وجيوسياسية يرون أنها أكثر أهمية وقيمة من الشعوب وأبسط حقوقهم.
في واقعة مؤسفة، أعلن مصدر أمني -طلب إخفاء بيناته- عن وفاة مواطن لبناني في ظروف غامضة داخل أحد السجون الإماراتية في إمارة أبو ظبي بعد شهرين من احتجازه دون تهمة رسمية.
تعود الواقعة لشهرين تقريبًا، حين اعتقلت السلطات الإماراتية المواطن اللبناني غازي عز الدين (55 عامًا- وأب لثلاثة أطفال) دون الإعلان عن الأسباب، وظل موقفه القانوني غير واضح ومعلوماته منقطعة حتى تلقت العائلة اتصالًا مفاجئًا من مركز التحقيق الأمني في أبو ظبي مساء الأربعاء 10 مايو/أيار يطلب منهم الحضور لاستلام جثته بعد التعرف عليها.
وقع الخبر كالصدمة على العائلة خاصة وأن غازي لم يكن يعاني من أمراض خطيرة قبل القبض عليه، ومن المرجح أن غازي تعرضللتعذيب، حسب المصدر.
ونقلًا عن المصدر الأمني فإن الأمن “لم يسمح لابنه برؤية أي جزء من جسد غازي سوى وجهه للتعرف عليه… ثم دفن الجثة في العاشرة مساء وبرفقة حراسة أمنية مشددة… لم يسمحوا بالانتظار للصباح أو فحص الجثة أو حتى نقلها إلى لبنان”.
هذه الدلائل تشير إلى تعرض غازي إلى الضرب والتعذيب على أيدي الأجهزة الأمنية في أبو ظبي لانتزاع اعترافات منه عن جرائم لم يرتكبها، لكن مع مقاومته ورفضه لم يجدوا أمامهم سوى مضاعفة جرعة التعذيب حتى سقط قتيلًا.
نحن في معًا من أجل العدالة نطالب بتحقيق العدالة لغازي ولجميع ضحايا الأنظمة المستبدة، وندعو المجتمع الدولي للالتزام بالقيم التي لا يتوقف عن الحديث عنها ووقف أي تعاون مع تلك الأنظمة حتى ضمان تحسين أوضاع حقوق الإنسان وإحالة المتورطين في تلك الجرائم البشعة للمساءلة القانونية.
ونطالب أصحاب الضمائر الحية في العالم بالتحدث عن جميع هؤلاء الضحايا ورفع صوتهم حتى تعلم المجتمعات المختلفة عن مآساتهموتضغط على حكوماتهم باتخاذ اللازم لوضع حد لتلك الانتهاكات اللامتناهية.