“من المسؤول عن إهدار طاقات الوطن”… زيد المروقي معتقل منذ أربع سنوات لمطالبته بفرصة عمل!
كانت جريمته أنه طالب بفرصة عمل وانتقد البطالة المنتشرة في البلاد، وبدلًا من أن تواجه الدولة الأزمة الحقيقية التي يعاني منها الشباب السعودي، قررت معاقبة زيد الروقي بدلًا من ذلك لتجرؤه على انتقاد سياسات النظام فيما يتعلق بخلق فرص عمل للشباب.
زيد الروقي، شاب سعودي في مقتبل عمره، كان يحلم بمستقبل أفضل لبلاده على يده ويد أقرانه من الشباب، كان يطمح في الحصول على فرصة يستطيع من خلالها إثبات قدرته وقدرة الشباب على التغيير، لكنه وقع ضحية للقمع وخنق الحريات، وبدلًا من تحقيق أحلامه في بناء البلاد، حبسته يد البطش في المملكة خلف القضبان ليقضي زهرة شبابه مكبل بالقيود الحديدية.
نشر زيد الروقي مقطعًا مصورًا على وسائل التواصل الاجتماعي طالب فيه النظام بإيجاد حلول عاجلة وجذرية لإنهاء أزمة البطالة المتزايدة في البلاد، وكرد فعل من السلطات، قُبض عليه في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، وبدلًا من أن ينتظره مستقبل مشرق، أصبح أمام مصير مجهول.
منذ اعتقاله، انقطعت المعلومات الكافية عن أوضاع احتجازه ومكانه داخل سجون الدولة، ليكون بمثابة مختفي قسريا داخل زنازين النظام، ولم يُعرض على جهة قضائية بصورة رسمية أو توجه له تهمة معلنة حتى الآن، ما يزيد من مخاوف عائلته حول المصير الذي ينتظره، أو الانتهاكات التي يتعرضلها خاصة في ظل السمعة السيئة التي يتمتع بها النظام السعودي فيما يتعلق بمعاملة المعتقلين والمعارضين.
ما يتعرض له الشاب زيد الروقي هو نموذج حي لمدى الكراهية التي يحملها النظام السعودي لشتى أنواع التعبير عن الرأي سواء في مجال سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي، ما يريده النظام هو أن يصمت الشعب ولا يصدر صوتًا ينتقد أو يعارض أجندة النظام حتى وإن كانت خاطئة.
نطالب المجتمع الدولي بالتكاتف ووضع حد لانتهاكات النظام السعودي المتزايدة، والتدخل العاجل لإنقاذ مئات معتقلي الرأي من المصير المظلم الذي ينتظرهم بسبب أوضاع الاحتجاز المزرية ومنظومة القضاء المسيسة التي لا تعرف محاكماتها أي من معايير العدالة والمساواة.