صحافة عالمية

نيويورك تايمز: على الإدارة الأمريكية التصدي لبوتين وبن سلمان بدلًا من التحالف معهما

ترجمة عن صحيفة نيويورك تايمز

موقف القادة الأمريكيون من بوتين غير مفهوم، بالرغم من جرائمه الواضحة وضوح الشمس في كل مكان، تناسى هؤلاء القادة كل شيء وتجاهلوا غزوه لأوكرانيا والقرم وانتهاكاته في سوريا وغيرها، بل ووصفوه بأنه “مباشر للغاية وجدير بالثقة” تحت ذريعة الرغبة في إقامة علاقات مستقرة لحماية البلدين.

الولايات المتحدة تكرر أخطائها، وبدلًا من محاربة الديكتاتوريين والوقوف ضدهم تساعد على تمكينهم وإعادة دمجهم في المجتمع الدولي، ما حدث مع بوتين تكرر مع محمد بن سلمان، سفاح السعودية، الذي يحاولون تحسين العلاقات معه حتى في الوقت الذي يسعى فيه لبرنامج نووي “مدني”.

في الواقع، ما حدث مع بوتين ليس حديثًا، على مدار العقدين الماضيين والقادة الأمريكيون يتعاملون معه بهذه العقلية، وتظل الإدانات لأفعاله مجرد حبر على ورق، واليوم يتكرر الأمر مع محمد بن سلمان دون أي اعتبار لحقوق الإنسان والمناشدات الشعبية بالوقوف في وجه هؤلاء الطغاة.

قال الدكتور خالد الجبري، نجل سعد الجبري كبير رجال المخابرات السعودية السابق والمنفي حاليًا، بأن محمد بن سلمان هو بوتين المأمول في السعودية لدى الولايات المتحدة، بينما قالت علياء الهذلول -شقيقة الناشطة والمعتقلة السابقة لجين الهذلول “لا أريد أن أقارن بين بوتين ومحمد بن سلمان كي لا يشعر بن سلمان بأهميته أو تأثيره…. لكن هذا لا ينفي أن بايدن يتعامل معه بنفس الأسلوب الذي تعامل به الأمريكيون مع بوتين”.

وأضافت الهذلول “على القادة الغربيين أن يتعلموا الدرس… معاملة القادة المرضى النفسيين لا تكون إلا بالمواجهة وليس بعقد تحالفات معهم”.

وتابعت “ولي العهد السعودي معروف بأفعاله المريضة والمتهورة، لقد اختطف رئيس الوزراء اللبناني قبل سنوات، وبدأ حربًا دامية في اليمن تسببت فيما وصفته الأمم المتحدة بأسوأ كارثة إنسانية في العالم… وقف وراء الأزمة الخليجية مع قطر… خلصت التقارير الاستخباراتية بأنه أمر بقتل جمال خاشقجي وتقطيع أوصاله في القنصلية السعودية في إسطنبول… محمد بن سلمان معروف حاليًا باسم أبو منشار بسبب هذه الجريمة… لماذا إذًا يثق فيه القادة الغربيون؟”

بحسب ما ورد تسعى إدارة بايدن إلى صفقة يعترف فيها السعوديون بإسرائيل، وهو انقلاب دبلوماسي قد يساعد بايدن في انتخابات عام 2024، في المقابل، يطالب بن سلمان بضمانات أمنية من الولايات المتحدة وقبول برنامج نووي سعودي “مدني” يتضمن تخصيب اليورانيوم.

لطالما عارضت أمريكا مشاريع تخصيب اليورانيوم، لكن يخشى النقاد في أن حاجتها لعلاقات مع بن سلمان قد تدفعها للتنازل عن مبدأها، ويشددون على أنه كما ترفض الإدارة الأمريكية أن تمتلك إيران برنامجًا نوويًا، عليها أن تعرقل السعوديون ولا تمكنهم من الحصول عليهم.

المدافعون عن محمد بن سلمان يقولون إنه يتمتع بشعبية في بلاده، لأنه خفف القيود الاجتماعية والثقافية، نعم هذا صحيح لقد أدخل العديد من الإصلاحات الاجتماعية، لكن رافقتها حملة قمع غير مسبوقة طالت عشرات الكتاب والنشطاء والأكاديميين وأي شخص يغرد برأى خارج سرب النظام.

علينا أن نتذكر أن بوتين قام أيضًا بتحسين الحياة في روسيا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ولا يزال يتمتع بشعبية هناك، لكن في المقابل ماذا فعل في العالم؟ ارتكب المجازر في الشرق والغرب، تعاني روسيا من حملة قمع سياسية لا مثيل لها.

في العام الماضي، قطع محمد تدفق النفط في خطوة ساعدت روسيا، كما هدد بصورة ضمنية باللجوء إلى الصين والدول الأخرى للحصول على أسلحة أو دعم لوجستي وعسكري، بالرغم من ذلك لا تريد الإدارة الأمريكية التعلم من أي من دروس الماضي، وبدلًا من التصدي لهما ومعقابتهما على جرائمهما، تسعى لتحسين العلاقات معهما وعقد تحالفات جديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى