اعتداء على معتمرين عند الكعبة… هل عاد كُفار قريش؟

تدين منظمة معًا من أجل العدالة بأشد العبارات حادثة الاعتداء الوحشي التي تعرّض لها أحد المعتمرين المصريين وزوجته داخل المسجد الحرام في مكة المكرمة على يد عناصر أمن تابعين للنظام السعودي، في واقعة صادمة تمس حرمة بيت الله الحرام ومكانته المقدسة لدى المسلمين حول العالم.
إنّ هذه الجريمة تمثل انتهاكًا صارخًا لكرامة الإنسان وحرمة المكان، وتكشف مرة أخرى عن الوجه الحقيقي للنظام السعودي في تعامله مع ضيوف الرحمن. وعلى الرغم من تداول مقاطع مصورة تُظهر الاعتداء بوضوح، فإنّ ردّ فعل السلطات السعودية جاء سلبيًا ومقتضبًا، إذ اكتفت بتصريحات مبهمة عن توقيف شخص على خلفية الحادثة، دون الكشف عن هويته أو اتخاذ إجراءات شفافة تضمن المحاسبة الفعلية للجناة.
وترى المنظمة أن هذا التعتيم ليس جديدًا، إذ يأتي في سياق طويل من الانتهاكات التي طالت المعتمرين والحجاج على مدى السنوات الماضية، والتي لم تُتخذ بشأنها أي خطوات حقيقية للمساءلة أو العدالة، في ظل تواطؤ الأجهزة الأمنية وتستّر السلطات على ممارساتها القمعية حتى داخل أقدس بقاع الأرض.
وتؤكد المنظمة أنّ ما يحدث في الحرم الشريف يفضح ازدواجية النظام السعودي، الذي يسمح بانتهاك كرامة المعتمرين في بيت الله، بينما يفتح الأبواب على مصراعيها للحفلات الصاخبة والمهرجانات الترفيهية، ويوفّر الحماية الكاملة للمشاهير والمغنين، في تناقض فاضح مع القيم الإسلامية التي يدّعي النظام حمايتها.
إنّ منظمة معًا من أجل العدالة تدعو الدول الإسلامية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والمؤسسات الدينية الكبرى إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لمتابعة هذه الحادثة وغيرها من الانتهاكات المماثلة، والعمل على وضع آلية دائمة لمراقبة أوضاع الحجاج والمعتمرين، وضمان سلامتهم وكرامتهم. كما تطالب المجتمع الدولي بالضغط على النظام السعودي لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإنهاء حالة الإفلات من العقاب التي أصبحت سمةً متجذرة في سلوكه تجاه ضيوف بيت الله الحرام.
وتؤكد المنظمة في ختام بيانها أن احترام قدسية الحرم الشريف وحماية ضيوف الرحمن مسؤولية جماعية للأمة الإسلامية، وأن السكوت على مثل هذه الممارسات يمثل تقصيرًا خطيرًا في حق الدين والإنسانية على حد سواء.



