الدكتور صالح آل طالب .. من إمام وخطيب للحرم المكي إلى سجين في زنازين المملكة
زنازين المملكة
في التاسع عشر من أغسطس من العام 2018 نشر حساب معتقلي الرأي على تويتر تغريدة قال فيها: تأكد لنا خبر اعتقال إمام الحرم الشيخ الدكتور #صالح_آل_طالب وأنباء عن أن سبب الاعتقال هو خطبة له عن المنكرات ووجوب إنكارها على فاعلها!.
ولد الشيخ صالح_آل_طالب 23 يناير 1974، وتنحدر أصول الشيخ صالح_آل_طالب من حوطة بني تميم، وهي أسرة عريقة في الجزيرة العربية عرف عنها نبوغها في العلم والقضاء وعلوم الشريعة والقرآن، وعمل الشيخ قاضيا بالمحكمة الجزائية في المملكة ولم يعرف عنه معارضته للنظام السعودي، لكنه عارض السياسات الجديدة التي أراد ولي العهد إجبار المجتمع عليها، سواء كانت في معاملته مع دولة الاحتلال الإسرائيلي أو في غلق مؤسسات دينية واستبدالها بمؤسسة ترفيهية،
وهو ما انتقد الشيخ في نهاية خطبته، كما كانت آخر تغريدات الشيخ على حسابه على تويتر قبل ساعات من اعتقاله من قبل قوات أمن الدولة السعودية التي استحدثها ولي العهد محمد بن سلمان بعد توليه ولاية العهد عام 2017، قد توجه فيها بالتهنئة لحجاج بيت الله الحرام بمناسبة يوم التروية، ووضع مقطعا مصورا من خطبة الجمعة له على منبر الحرم المكي.
تضامن واسع
منذ انتشر خبر اعتقال الشيخ صالح آل صالح عمت صفحات السوشيال ميديا حملة تضامن واسعة معه، حيث استنكر المغردون اعتقال كل ذي رأي في المملكة، كما استنكروا التضييق على الكلام حتى على منبر الحرم المكي والتي لم تطرق إلى شيء يعارض سياسات الحكم ولا قوانين المملكة، وتداولوا له مقاطع مصورة من خطبه القديمة، وإمامته للمصلين بالمسجد الحرام، وطالب المغردون السلطات بالإفراج عن الشيخ وإعادته إلى منبر الحرم المكي، كما ناشدوا أئمة الحرم التدخل للإفراج عن الشيخ صالح.
في خطبته الأخيرة والتي اعتقل بسببها فند الشيخ أزمة اليهود مع العالم، ونادى في الناس بالحفاظ على أرض فلسطين وشعبها ومقدساتها، وبين أن أرض فلسطين ملك للعرب والمسلمين، رافضا ميل الحكومات العربية إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي على حساب قضية القدس والأقصى، وقال بأن كل من يسعى لفرض إرادة على أرض القدس غير الإرادة الحقيقية إنما يعمل على إثارة الفوضى في المنطقة، ويؤجج العنف، ويغرس البغضاء، ويسيل الدماء، وكل ذلك سيحدث شرخا في النسيج الإنساني، وتشوهات في حضارة العالم شرقه وغربه.
كما طالب آل طالب الحكومات على البناء والتعاون لا الهدم والتنافر، والسعى ناحية السلم واجتماع الكلمة لا ناحية العنف وتفرق الصفوف، وكانت كلماته تلك انتقاد صريح لقرار اعتبار القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي وهو ما ساهمت دول عربية.
رفض حقوقي
منظمات حقوقية رفضت اعتقال الشيخ وطالبت السلطات فى المملكة العربية السعودية بالإفراج الفوري عنه وعن كافة معتقلي الرأي في المملكة، حيث قالت هيومن رايتس ووتش إن الحريات في المملكة باتت مهددة بعد صعود محمد بن سلمان لولاية العهد، مطالبة السلطات بالكشف عن مكان احتجاز الشيخ وتمكينه من رؤية أهله ومحاميه، ومعاملته معاملة كريمة حتى يتمك الإفراج عنه.
كذلك استنكرت منظمة معا من أجل العدالة اعتقال الشيخ واعتبرته تكميم للأفواه وتقييد لحرية الرأي في المملكة، خاصة مع تصاعد حملة الاعتقالات في حق جميع فئات المجتمع السعودي دون تفرقة، كما استنكرت المنظمة استمرار السلطات السعودية في تجديد حبس آل طالب بدون تهمة أو محاكمة عادلة، وعزله عن أسرته وعائلته منذ اعتقاله، مطالبة سلطات المملكة السعودية بسرعة الإفراج عنه، وتمكينه من العودة إلى مسار عمله القضائي والدعوي، وفتح مجال الحريات أمام شرائح المجتمع المختلفة، والعاملين في مجالات العمل المدني المؤسسي وفقا لقوانين المملكة.
اقرأ أيضاً: السر الحقيقي وراء اغتيال بن سلمان للصحفي “جمال خاشقجي”
4 تعليقات