صوت أزعج القصر الملكي فكان لابد من إسكاته .. اليبرالي المناضل والإسلامي المعارض إبراهيم السكران
في يونيو من العام 2016 قامت سلطات المملكة العربية السعودية باعتقال الدكتور إبراهيم السكران، أحد مثقفي ونخبة المملكة السعودية، حيث قامت السلطات الأمنية في المملكة باعتقال السكران من منزله بمدينة الرياض، وبعدها قامت محكمة سعودية بالحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات، وهو ما أعلن عنه حينها حساب معتقلي الرأي في المملكة العربية السعودية.
من هو إبراهيم السكران؟
إبراهيم السكران مواطن سعودي ولد في الرابع من شهر أبريل – نيسان من العام 1976، درس في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، لمدة سنة واحدة، ثم تركها وتحول منها إلى جامعة الإمام محمد بن سعود في مدينة الرياض لكي يدرس في كلية الشريعة، واستكمل فيها تعليمه وتخرج فيها.
حصل السكران على درجة الماجستير في السياسة الشرعية من المعهد العالي للقضاء في الرياض، وهو المعهد التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود، بعدها سافر السكران إلى بريطانيا فدرس فيها الماجستير في القانون التجاري الدولي، وحصل عليه من جامعة إسكس بمدينة كولشستر البريطانية.
توجهه الفكري
ابتدأ إبراهيم السكران حياته الفكرية بالمنهجية الليبرالية، فقد كان محسوبا على تيار الليبرالية داخل المملكة السعودية، واشتهر عام 2003 عندما قدم ورقة عمل لتطوير المقررات العلمية في المملكة العربية السعودية، خلال ملتقى الحوار الوطني السعودي والتي كانت بعنوان “المقررات الدراسية الدينية .. أين الخلل” قدم خلالها رصدا وافيا لما رآه خللا في التدريس الدينية في المملكة العربية السعودية، والذي أرجعه إلى ابتعاد المناهج الدينية في مراحل التعليم المختلفة عن روح التسامح والتعايش ومفاهيم الحياة الأوروبية، ومن ثم دعا السكران إلى تخفيف جرعات دراسة قضايا الكفر والإيمان، وتعزيز دراسة حقوق الإنسان.
لم تمض على السكران سنوات قليلة حتى تحول إلى المنهج الإسلامي البحت، حتى حسب على التيار السلفي بالمملكة وقد ظهرت تلك النزعة خلال عام 2007 عندما قدم ورقة عنوانها “مآلات الخطاب المدني” ثم صدرت فيما بعد كتابا ربط فيه السكران بين الخطاب المدني والوحي السماوي، وقياس هذا الخطاب على ثوابت الوحي، وقد أحدثت تلك الورقة ضجة ولاسيما في أوساط المحسوبين على التيار الليبرالي في المملكة.
لم تمض على هذا الظهور شهورا حتى أصبح السكران ذا صيت واسع بين، حيث بدأ إجراءات البحث والدراسات وخاصة المجالات التي تعلقت منها بالبحث الإسلامي والحداثة والتأويل الحداثي للتراث الإسلامي، ومن ثم بدأ معارضة السكران تشتد لبعض قوانين المملكة التي تحتكر حرية الرأي والتعبير وتكمم الأفواه، كما عارض قرار الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة بمنع حلقات تعليم القرآن الكريم.
في عام 2011 عارض السكران سياسات المملكة في اعتقال كل ذي رأي مخالف لسياسات الدولة، وشدد حينها على اعتقال النساء رافضا هذا التجاوز في حقل المرأة السعودية، وبث مقطعا مصورا ناشد فيه الملك عبد الله حينها بحفظ كرامة النساء، وحراستهن وضمان حق التجمهر لهن من أجل الإفراج عن أزواجهن المعتقلين.
لابد من إسكات صوته
هذا الصوت الحر الذي أزعج سلطات المملكة كان لابد من إسكاته، وعلى الفور قامت السلطات باعتقاله من العام 2016 واستمر في قضاء مدة اعتقال دامت خمس سنوات بحكم المحكمة في الرياض، بعد اتهامه بالتحريض على الدولة وتهديد الأمن القومي ومناصرة الحركات الإرهابية، وما أن تم مدته وأفرجت عنه سلطات المملكة حتى أعادت اعتقاله دون سند قانوني مرة أخرى وما يزال يقبع في السجن، لا لشيء إلا لأن هذا الصوت الحر ككل صوت حر في المملكة لابد له أن يسكت ولو كان بالقتل مثلما حدث مع خاشقي وعبد الله الحامد، أو بالسجن مثلما يجري مع آلاف المعتقلين من كافة التيارات الفكرية في المملكة.
اقرأ أيضًا: شهادات صادمة حول بعض أساليب التعذيب التي تمارس بحق معتقلي الرأي في المملكة السعودية