تقارير

الفيفا تمنح السعودية استضافة كأس العالم 2034: دعم دولي لغسيل الانتهاكات بحق العمال

في خطوة مثيرة للجدل وتثير القلق على مستوى حقوق الإنسان، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عن منح المملكة العربية السعودية حق استضافة بطولة كأس العالم 2034. هذا القرار الذي اتُّخذ خلال جلسة تصويت افتراضية في 11 ديسمبر 2024 يعكس مرة أخرى ازدواجية المعايير التي تتبعها المنظمة الدولية، حيث يبدو أنها تولي الأولوية للمصالح السياسية والاقتصادية على حساب القيم الإنسانية التي يُفترض أن تمثلها كرة القدم.

ورغم الأدلة المتزايدة التي تشير إلى الاستغلال الممنهج للعمال المهاجرين في مشاريع البنية التحتية السعودية، اختارت الفيفا المضي قدمًا بمنح الاستضافة دون تقديم أي ضمانات لحماية حقوق الإنسان أو اتخاذ إجراءات ملموسة لمعالجة هذه الانتهاكات.

معاناة العمال المهاجرين واستغلالهم الممنهج

في السنوات الأخيرة، اعتمدت السعودية بشكل كبير على العمال المهاجرين لتشييد مشاريعها الكبرى، بما في ذلك المشاريع المرتبطة بكأس العالم. إلا أن هؤلاء العمال يواجهون ظروف عمل قاسية ومهينة، إذ يعملون لساعات طويلة تتجاوز عشر ساعات يوميًا في درجات حرارة شديدة تصل إلى 45 درجة مئوية. وتظهر هذه الانتهاكات بشكل خاص في مشاريع مثل ملعب أرامكو بالخبر، وهو واحد من بين 11 ملعبًا جديدًا تخطط السعودية لإنشائها لاستضافة البطولة.

ووفقًا لتقرير مركز موارد الأعمال وحقوق الإنسان، تم توثيق 82 حالة من إساءة معاملة العمال المهاجرين في السعودية بين يناير 2022 وأكتوبر 2024. وتشمل هذه الانتهاكات الحرمان من الأجور، ظروف العمل غير الآمنة، وغياب أي حماية قانونية فعالة تضمن حقوقهم الأساسية. ورغم توثيق هذه الانتهاكات من قبل منظمات دولية ونقابات عمالية، لم تُتخذ أي إجراءات جادة لمعالجتها.

إدانة حقوقية دولية وتجاهل الفيفا

أعربت منظمات حقوقية ونقابات دولية عن قلقها البالغ إزاء القرار الأخير للفيفا. ووصف رئيس قسم حقوق العمال والرياضة في منظمة العفو الدولية، ستيف كوكبيرن، قرار منح السعودية حق استضافة كأس العالم بأنه “متهور”، مشيرًا إلى أن الفيفا تدرك تمامًا أن العمال سيواجهون الاستغلال وحتى الموت في غياب إصلاحات جوهرية. وأكد كوكبيرن أن المنظمة الدولية تتحمل مسؤولية مباشرة عن الانتهاكات المحتملة التي قد تحدث نتيجة لهذا القرار.

وفي السياق ذاته، تقدم الاتحاد الدولي لعمال البناء والأخشاب والاتحاد الدولي للنقابات العمالية – أفريقيا بشكاوى رسمية إلى منظمة العمل الدولية والأمم المتحدة بشأن الظروف السيئة التي يواجهها العمال المهاجرون في السعودية. هذه الشكاوى تضمنت أدلة على الاستغلال الممنهج، وغياب معايير السلامة، والعمل تحت ظروف بيئية قاسية تهدد حياتهم.

من جانبه، صرح المحامي رودني ديكسون، الذي قدم مذكرة قانونية للفيفا، بأن قرار منح الاستضافة للسعودية يعكس “فقدانًا للمعايير الأخلاقية” ويشوه سمعة كرة القدم العالمية. وطالب ديكسون بضرورة التزام السعودية بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، ووقف التعذيب، وضمان حقوق العمال، وحرية التعبير، ودعم حقوق المرأة كحد أدنى لاستضافة البطولة.

ازدواجية معايير الفيفا وغياب الشفافية

يثير هذا القرار تساؤلات جدية حول التزام الفيفا بمبادئ حقوق الإنسان، خاصة في ضوء سياستها المعلنة التي تنص على أن استضافة البطولات الكبرى يجب أن تكون مشروطة بضمان الالتزام بمعايير إنسانية واضحة. ومع ذلك، يظهر أن المنظمة الدولية تولي الأولوية لمصالح اقتصادية وسياسية على حساب حقوق الإنسان، وهو ما يضعها في موقف يتسم بالنفاق وازدواجية المعايير.
بدلًا من أن تكون الرياضة أداة لدعم القيم الإنسانية وتعزيز العدالة الاجتماعية، أصبحت تُستغل كوسيلة لتلميع صورة الأنظمة القمعية، في عملية تُعرف بـ”الغسيل الرياضي”. إن هذا النهج لا يقوض فقط مصداقية الفيفا، بل يهدد أيضًا القيم الأساسية التي تمثلها كرة القدم كرياضة تجمع بين الشعوب وتدعم العدالة والمساواة.
دعوة للمساءلة والتحرك الدولي

تدعو منظمة “معًا من أجل العدالة” المجتمع الدولي والهيئات الرياضية والحقوقية إلى اتخاذ موقف حازم إزاء قرار الفيفا. يجب على الفيفا أن تعيد النظر في قرارها، وتلزم السعودية بإجراء إصلاحات حقيقية وجوهرية تتضمن تحسين أوضاع العمال، وضمان الحريات الأساسية، وإنهاء السياسات القمعية قبل المضي قدمًا في تنفيذ البطولة.

كما تدعو المنظمة إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية لمساءلة الفيفا عن قراراتها، وضمان أن تكون استضافة البطولات الرياضية الكبرى مشروطة بالتزام الدول المضيفة بمعايير حقوق الإنسان. استمرار الفيفا في تجاهل هذه القيم يجعلها شريكة في الانتهاكات التي ستحدث نتيجة لهذه القرارات غير المسؤولة.

إن قرار منح السعودية حق استضافة كأس العالم 2034 يمثل صفعة في وجه الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز حقوق الإنسان. يتطلب هذا القرار تحركًا عاجلًا لضمان حماية حقوق العمال ومنع استغلال الرياضة كأداة لتبرير القمع والاضطهاد. كرة القدم يجب أن تكون رمزًا للعدالة والمساواة، وليس وسيلة لتلميع الأنظمة القمعية على حساب حياة وحقوق الأبرياء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Mostbet è una delle piattaforme di scommesse più conosciute e apprezzate dagli appassionati di gioco d’azzardo online. Fondata diversi anni fa, la società si è rapidamente affermata nel settore grazie a una vasta gamma di opzioni di scommessa, un'interfaccia facile da usare e un'attenzione particolare alla sicurezza dei propri utenti. Che tu sia un principiante o un veterano del settore, Mostbet offre una piattaforma affidabile per piazzare le tue scommesse in modo rapido e sicuro, con un supporto clienti sempre disponibile. Un grande vantaggio di Mostbet è la sua ampia varietà di sport e eventi sui quali è possibile scommettere. Dallo sport più popolare come il calcio, il basket e il tennis, fino agli eventi di nicchia e agli eSport, Mostbet offre ai suoi utenti innumerevoli possibilità. Inoltre, la piattaforma permette anche di seguire in diretta i risultati degli eventi, il che consente agli scommettitori di prendere decisioni informate in tempo reale. Questa caratteristica è particolarmente apprezzata da chi cerca un'esperienza di scommessa dinamica e coinvolgente. Un altro aspetto importante di Mostbet è la generosità dei bonus e delle promozioni offerte agli utenti. Nuovi giocatori possono approfittare di bonus di benvenuto che aumentano il valore dei loro primi depositi, mentre i giocatori regolari possono godere di promozioni settimanali e mensili che premiano la loro fedeltà. La piattaforma inoltre organizza tornei e gare che permettono ai giocatori di competere tra loro per vincere premi in denaro e altri benefici esclusivi. Per ulteriori dettagli su queste offerte e per leggere le opinioni degli utenti, visita il sito e scopri le mostbet recensioni. Infine, Mostbet garantisce un alto livello di sicurezza e trasparenza. La piattaforma è regolamentata da licenze internazionali e utilizza sistemi di criptazione avanzati per proteggere i dati personali e finanziari dei suoi utenti. Le transazioni sono rapide e sicure, e il servizio clienti è disponibile 24/7 per risolvere qualsiasi problema. Tutti questi fattori rendono Mostbet una scelta eccellente per chi cerca un'esperienza di scommessa online affidabile e piacevole.