صحافة عالمية

أحضر لي رأسه”: معارض سعودي في المنفى مهدد بالاغتيال

ترجمة عن فرانس24

بدأت القصة في منتصف مارس/آذار المنصرم، حين نشر العقيد السابق في الشرطة السعودية رابح العنزي مقطعًا مصورًا على منصة “تيك توك” أعلن فيه عن استقالته من العمل مع الأمن السعودي ومغادرته البلاد اعتراضًا على أوضاع حقوق الإنسان فيها والانتهاكات الجسيمة المرتكبة من قبل السلطات.

منذ ذلك الحين أصبح العنزي -الذي يقيم حاليًا في المملكة المتحدة ويسعى للحصول على حق اللجوء- هدفًا للجيوش الإليكترونية التي يجندها النظام السعودي لاستهداف معارضيه ومضايقاتهم والتنكيل بهم، بعضهم وضع الأموال مقابل رأسه، وآخرون لم يتوقفوا عن تهديده سرًا وعلانية بقتله والنيل منه وأنهم يرصدون كل تحركاته وحتى مكان إقامته.

في تصريحات عبر الهاتف لوكالة فرانس24، قال رابح العنزي (44 عامًا) إن “التهديدات تأتي من جميع الزوايا: تيك توك ويوتيوب وتويتر … يريدون قتلي قبل أن أحصل على حق اللجوء السياسي في المملكة المتحدة”.

يعيش العنزي في حالة خوف مستمرة في مكان تمكن، حتى الوقت الحالي، من إبقائه سرًا، وتضاعف رعبه بعد أن رصد حساب غامض على تويتر مكافأة 10000 ريال سعودي (حوالي 2400 يورو) لأي شخص لديه معلومات عن مكان وجوده.

في 17 مارس/آذار تعرض حساب رابح العنزي على تويتر للاختراق، ومُسحت تغريداته المنتقدة للنظام، ونُشر بدلًا منها صور لمحمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية.

الكابوس الحقيقي بدأ يوم 22 مارس/آذار 2023، في ذلك اليوم، توجه العنزي إلى مطعم في وسط لندن وبدأ بثًا مباشرًا على “تيك توك، ومن بين 5000 شخص تابعوه، نشر حساب على تويتر باسم “فهد بن سطام” معلومات بأنه تمكن من تحديد موقع العقيد السابق، وأخبر متابعيه “دقائق معدودة وسيُطرد العنزي من المطعم”.

بعد حوالي 45 دقيقة من البث المباشر، قاطع النادل العنزي ليخبره أن المطعم تلقى شكاوى ويطلب منه إيقاف البث، وفي لقطة من مقطع الفيديو، سُمع مدير المطعم وهو يشرح أن المطعم تلقى مكالمات من أشخاص يشكون من هذا “النوع من الخطاب السياسي”، وعليه توقف العنزي عن البث المباشر.

المدعو “فهد بن سطام” أكد أنه كان وراء وقف البث المباشر وأنه من اشتكى للمطعم، وغرد موجهًا كلامه للعنزي “سأكون دائمًا هنا … هذه المرة كان مطعمًا، لكن في المرة القادمة سيكون منزلك.، وانهالت الردود على هذه التغريدة التي رحب بها متابعيه مشيدين بـ “جهوده الوطنية”، بل قال أحدهم “هؤلاء الخونة وخاصة العسكريين يستحقون السيف”.

في اليوم التالي خرج العنزي في بث مباشر، واستطاع “فهد بن سطام” تحديد موقعه أيضًا، ما دفع العنزي لمغادرة المقهى الذي كان فيه، وفي 27 مارس/آذار، عرض “فهد بن سطام” مبلغ 10 آلاف ريال سعودي للحصول على أي معلومات عن العنزي يدفعها لـ “أي شخص لديه معلومات عن هذا الشخص الذي يستأجر استوديو في لندن، ربما في كينسينجتون”، وبعد ثلاثة أيام أضاف 5000 ريال إلى المبلغ لأول شخص يعثر عليه.

العرض لاقى تفاعلًا واسعًا من مئات الحسابات السعودية الذين أشادوا بجهود “فهد بن سطام” في البحث عن العنزي والتنكيل به، بل تطوع البعض بإضافة مبالغ مالية إلى عرض “فهد بن سطام” للتشجيع على العثور على العنزي، وبعضهم كانوا ينضمون إلى البث المباشر للعنزي وينهالون عليه بالتعليقات المسيئة والسباب والشتائم بناء على طلب بن سطام.

على الجانب الاخر، قال عدد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، الذين دافعوا عن حق العنزي في حرية التعبير، إنهم أبلغوا تويتر برسائل تهديد “فهد بن سطام”، بحجة أنه كان يحرض على العنف والكراهية، لكن الإدارة لم تتخذ أي إجراء جاد ضد بن سطام.

وفي 28 مارس /آذار، كشف “فهد بن سطام” أن شخصًا ما في ألمانيا أبلغ عن تلك التغريدة التي عرضت مكافأة قدرها 10000 ريال (2400 يورو)، لكن تويتر رأى أن التغريدة لا تنتهك قواعد تويتر أو القانون الألماني وبالتالي لم يحذفها.

اتصل فريقنا بخدمات الأمن في Twitter عدة مرات للتعليق. ومع ذلك، كان الرد الوحيد الذي حصلنا عليه هو الرموز التعبيرية “poop”، والتي أعلن عنها Elon Musk في 19 مارس أنها ستكون الرد التلقائي على الطلبات الصحفية.

من جانبه، قال رابح العنزي “في الوقت الحالي، أبذل قصارى جهدي للحد من التواصل مع الغرباء، وخاصة العرب… لدرجة أنني لا أذهب إلى المسجد… أعيش في قلق شديد”.

وتابع “عندما حدد حساب “فهد بن سطام” الفندق الذي كنت أقيم فيه يوم 27 مارس/آذار، قمت بتغيير عنواني على الفور… ثم وجد الشارع الذي كنت أقيم فيه وغادرت مرة أخرى، بعد وقت قصير من إعلانه عن معرفته بعنوان… أخشى أن يأتي رجل ملثم إلى باب منزلي في أي لحظة ويقتلني… في إحدى المرات مررت عند مقهى وفوجئت بصراخ شخصًا بالعربية قائلًا: خائن… كنت واثقًا أنه يقصدني!”

وأضاف العنزي “لا أعلم لماذا يرى البعض أنني أُشكل خطورة… كل ما فعلته هو أنني نقلت تجربة عملي في الشرطة السعودية، لقد عبرت عن رأيي… يقولون إنني جبان وخائن… البعض غرد قائلًا: أحضر لي رأسه”.

“كقاعدة عامة، لا أحد يجرؤ على تهديد عقيد علنًا دون موافقة أو أمر مباشر من السلطات السعودية، لهذا أنا واثق بأن هذا الحساب على تويتر مدعوم من قبل النظام.”

“في المملكة العربية السعودية، قد تؤدي تغريدة تنتقد النظام إلى سجنك، يمكن أن تصل مدة العقوبة إلى 30 عامًا في السجن بسبب انتقاد وزارة أو حتى قانون، لم يعد النظام السعودي خائفا من الإدانة الدولية، رأينا ذلك بمقتل الصحفي جمال خاشقجي أو إدانة سعد إبراهيم الماضي بسبب بضع تغريدات تنتقد النظام، الرجلان كانا يعيشان في الخارج، ومع ذلك طالتهما يد النظام السعودي.”

“في أبريل/نيسان 2022، كُلفت بالتجسس على المصلين الشيعة خلال شهر رمضان في القطيف شرق البلاد… أراد النظام إثارة الرأي العام ضد الطائفة الشيعية التي كانت تطالب بحقوقها… لكنني استخدمت عطلة عائلية كذريعة لعدم الذهاب… في عام 2020، تمكنت أيضًا من الخروج من مهمة أخرى لقمع المظاهرات في تبوك في الشمال الغربي [بسبب التوترات بين القبائل المحلية والسلطات بشأن مشروع توسع حضري] … قلت إنني مريض، لذا لم أشارك”.

“أنا شاهد على مداهمات الشرطة لمنازل المدنيين ليلاً، ورأيت ضباط شرطة يجرون امرأة من منزلها في منتصف الليل … في السجون، تسمع صراخ سجناء يتعرضون للتعذيب، وأشخاص يتعرضون للاغتصاب… ما يخرج في وسائل الإعلام ليس سوى جزء بسيط من انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية.”

يقول العنزي إنه ليس لديه حماية من الشرطة في المملكة المتحدة، لقد تقدم بطلب للحصول على اللجوء في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا، في محاولة منه لإعادة إحساسه بالأمان.

من يقف وراء حساب التهديد؟

فحص فريق مراقبون في فرانس 24 حساب تويتر الذي أشرف على حملة التهديدات والمطاردة المزعجة، والذي يستهدف معارضين سعوديين آخرين يعيشون في الخارج.

أُنشيء الحساب في ديسمبر/كانون الأول 2021، ولكن لا يوجد لديه سجل لأي نشاط قبل 24 ديسمبر/كانون الثاني 2022، ولم يستخدم الحساب أي اسم مستخدم آخر منذ إنشائه، وفقًا لبحثنا.

عندما بدأ الحساب لأول مرة، كان ينشر بشكل أساسي أخبارًا عن كرة القدم المحلية والدولية، لكنه حذف لاحقًا العديد من هذه التغريدات.

في سيرته الذاتية، قال “فهد بن سطام” إنه “فخور بالهوية السعودية”، وأورد عنوان بريد إلكتروني كوسيلة للاتصال به بشأن “أي معلومات عن المعارضة السعودية”، تابعه أكثر من 34000 مشترك، فيما تابع هو 713 شخصًا، معظمهم من المعارضين للنظام السعودي وطالبي اللجوء السياسي والصحفيين الناطقين باللغة العربية.

جيش رقمي يديره النظام بشكل غير مباشر

عبد الله العودة – باحث سعودي ومدير منظمة “مبادرة الحرية” غير الحكومية التي تتخذ من واشنطن العاصمة مقراً لها- شن حملة من أجل الضغط على الكونغرس الأمريكي لحماية المعارضين السعوديين في الخارج، مشددًا من ضرورة نشر الوعي بالمخاطر التي يواجهها اللاجئون السياسيون السعوديون في الخارج.

نشر العودة عن قضية العنزي، مما استفز عددًا الذباب الاليكتروني الذين سخروا من غضبه، حتى أن أحد الردود تضمن صورة معدلة تصور ولي العهد السعودي وهو يضع قدمه على رأس المعارضين مرفقة بتعلق “اسحقوا وجوههم على الأرض… اقطعوا أعناقهم بساطوركم”.

بالنسبة إلى العودة، فإن هذا النوع من التهديدات ضد ضابط الشرطة المنفي كلها جزء من استراتيجية سعودية تمارس ضغوطًا عبر الإنترنت على أولئك الذين يعتبرهم النظام معارضين، في عام 2018، كشف تحقيق أجرته صحيفة نيويورك تايمز عن مدى جهود النظام لإسكات منتقديه، باستخدام جيوش إليكترونية والجواسيس الذين يعملون على تويتر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Mostbet è una delle piattaforme di scommesse più conosciute e apprezzate dagli appassionati di gioco d’azzardo online. Fondata diversi anni fa, la società si è rapidamente affermata nel settore grazie a una vasta gamma di opzioni di scommessa, un'interfaccia facile da usare e un'attenzione particolare alla sicurezza dei propri utenti. Che tu sia un principiante o un veterano del settore, Mostbet offre una piattaforma affidabile per piazzare le tue scommesse in modo rapido e sicuro, con un supporto clienti sempre disponibile. Un grande vantaggio di Mostbet è la sua ampia varietà di sport e eventi sui quali è possibile scommettere. Dallo sport più popolare come il calcio, il basket e il tennis, fino agli eventi di nicchia e agli eSport, Mostbet offre ai suoi utenti innumerevoli possibilità. Inoltre, la piattaforma permette anche di seguire in diretta i risultati degli eventi, il che consente agli scommettitori di prendere decisioni informate in tempo reale. Questa caratteristica è particolarmente apprezzata da chi cerca un'esperienza di scommessa dinamica e coinvolgente. Un altro aspetto importante di Mostbet è la generosità dei bonus e delle promozioni offerte agli utenti. Nuovi giocatori possono approfittare di bonus di benvenuto che aumentano il valore dei loro primi depositi, mentre i giocatori regolari possono godere di promozioni settimanali e mensili che premiano la loro fedeltà. La piattaforma inoltre organizza tornei e gare che permettono ai giocatori di competere tra loro per vincere premi in denaro e altri benefici esclusivi. Per ulteriori dettagli su queste offerte e per leggere le opinioni degli utenti, visita il sito e scopri le mostbet recensioni. Infine, Mostbet garantisce un alto livello di sicurezza e trasparenza. La piattaforma è regolamentata da licenze internazionali e utilizza sistemi di criptazione avanzati per proteggere i dati personali e finanziari dei suoi utenti. Le transazioni sono rapide e sicure, e il servizio clienti è disponibile 24/7 per risolvere qualsiasi problema. Tutti questi fattori rendono Mostbet una scelta eccellente per chi cerca un'esperienza di scommessa online affidabile e piacevole.