اختفاء المعتمر فهد رمضان قسريًا: صحته في خطر داخل السجون السعودية
اختفى المعتمر فهد رمضان، وهو مواطن يمني يحمل الجنسية الهولندية، قسريًا في المملكة العربية السعودية منذ 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بعد وقت قصير من وصوله إلى المملكة لأداء العمرة. وعلى الرغم من احتجازه لمدة تقرب من عام، لم يعرض على أي جهة قضائية، كما لم تتهمه السلطات بارتكاب جريمة محددة، لكن مصادر مقربة تؤكد أن تسريب محادثات خاصة على واتساب كانت السبب في اعتقاله.
وحسب التقارير، فإن صحته في خطر كبير حيث يعاني من مرض السكري، والذي تفاقم بسبب الإهمال الطبي المتعمد الذي يواجهه داخل مقر احتجازه في السعودية.
منظمة معًا من أجل العدالة تحمل السلطات السعودية مسؤولية سلامة صحة رمضان، وتؤكد أن قضيته هي مثال حي على النمط المتصاعد في المملكة العربية السعودية لاحتجاز الحجاج والمعتمرين الذين تنصب لهم السلطات الفخاخ لاحتجازهم حين القدوم لأداء مناسك الحج أو العمرة.
جاء اعتقال رمضان في أعقاب حملة على وسائل التواصل الاجتماعي حرض عليها جيوش من ذباب إلكتروني تابعين للحكومة السعودية بعد تسريب محادثات خاصة على تطبيق واتساب تنتقد ولي العهد محمد بن سلمان. وتحركت السلطات بسرعة، واعتقلته في غضون يوم من وصوله. وقد تسبب احتجازه المستمر دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة والاتصال المحدود بأسرته في إثارة قلق عميق بشأن سلامته الجسدية وسلامته، مما يعكس تجاهل المملكة الأوسع لمعايير حقوق الإنسان الدولية.
كما استهدفت السلطات السعودية العديد من الأفراد الآخرين الذين وصلوا إلى المملكة لأداء الحج أو العمرة، ومن بينهم عبد الرحمن مرسي، وهو مواطن مصري معروف باسم “زلزال السعيد”، والذي اعتُقل في أكتوبر/تشرين الأول 2023 أثناء أداء العمرة، وذلك بسبب نشر فيديوهات تدين العدوان الإسرائيلي على غزة. كما اعتُقل آخر، وهو الدكتور عبد الله فيصل الأهدل، في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ولا يزال كلاهما محتجزين في ظروف مماثلة، ويخضعان لنفس التدابير القمعية دون توجيه اتهامات واضحة أو الوصول إلى الحقوق القانونية.
المحامي المصري إسلام صبحي هو مثال آخر على زيادة مراقبة المملكة وقمعها للتعبير، فبعد أداء فريضة الحج، نشر صبحي مقطع فيديو يكشف عن نقص الرعاية الطبية للحجاج المرضى، ليجد نفسه محتجزًا بعد ذلك بوقت قصير. إن قضية فهد رمضان، إلى جانب اختفاء كل من رمضان ومرسي والأهدل، تؤكد عدم تسامح المملكة العربية السعودية حتى مع أدنى الانتقادات، بل إنها ذهبت إلى حد مراقبة ومعاقبة الزوار الأجانب في المملكة.
إن الاختفاء القسري لفهد رمضان وآخرين يكشف عن اتجاه مقلق للغاية: استخدام المملكة العربية السعودية للترهيب والاحتجاز لإسكات أولئك الذين يمارسون حرية التعبير، حتى داخل الدوائر الخاصة. إن التحرك الفوري ضروري لمنع المزيد من الانتهاكات وحماية الحقوق الأساسية للحجاج والزوار الدينيين. ويتعين على المجتمع الدولي أن يضغط على الحكومة السعودية للإفراج عن فهد رمضان وجميع سجناء الرأي الآخرين المحتجزين في ظروف مماثلة.