صحافة عالمية

انتقادات لريشي سوناك بسبب “السجادة الحمراء” لابن سلمان

ترجمة عن موقع SkyNews

بعد خمس سنوات من اغتيال خاشقجي ورغم كافة الانتقادات التي طالت السعودية وولي عهدها، المملكة المتحدة أرسلت دعوة لمحمد بن سلمان لزيارتها في الخريف دون الإعلان عن الموعد المحدد بعد.

اتهم محمد بن سلمان بإصدار الأمر باغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018، وبالرغم من أن الحكومة السعودية نفت تورطها “الرسمي” في هذه الجريمة ووصفت منفذوها بأنهم “جماعة مارقة” إلا أن تقرير استخباراتي أمريكي قال إن العملية تمت بعلم بن سلمان وربما بأمر مباشر منه على يد عملاء مقربون من الحكومة السعودية.

ستكون الزيارة المقررة هي الأولى لمحمد بن سلمان إلى بريطانيا منذ جريمة القتل التي واجهت انتقادات عالمية على نطاق واسع وجعلته منبوذًا على المسرح العالمي.

دوانينغ ستريت لم يعلن رسميًا عن موعد الزيارة حتى الآن، لكن التواصل قائم بين الجانبين، وحسب مصادر، فإن اتصالًا هاتفيًا جري بين بن سلمان وسونيك الخميس الماضي “رحب سوناك خلاله بفرصة التحدث إلى ولي العهد وتطلع إلى تعميق العلاقات طويلة الأمد بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية بشكل شخصي”.

وناقش الزعيمان التجارة والاستثمار والدفاع والأمن، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا والصراع في اليمن، وأضافت المصادر “اتفق القادة على أهمية عمل الحلفاء معا لإنهاء إراقة الدماء في أوكرانيا ودعم سلام عادل ودائم، وقالا إنهما سيواصلان العمل معًا عن كثب لإحراز تقدم في التعاون البريطاني السعودي، ويتطلعان إلى الاجتماع شخصيًا في أقرب فرصة”.

الديمقراطيون الليبراليون وحزب العمال يتشاركون “مخاوف عميقة

قالت المتحدثة باسم الحزب الديمقراطي الليبرالي للشؤون الخارجية، ليلى موران، إن “ريشي سوناك يفرش السجادة الحمراء لمحمد بن سلمان”، مضيفة “هذا الرجل – الذي سمح بالقتل الوحشي لجمال خاشقجي ويملك سجلاً مؤسفًا في مجال حقوق الإنسان – لا ينبغي أن يلقى ترحيباً حاراً من حكومة المملكة المتحدة”.

وتابعت “هذه الدعوة ترسل إشارة إلى محمد بن سلمان بأنه يمكنه الاستمرار في ارتكاب المزيد من الانتهاكات مع التمتع بالإفلات من العقاب … يعلم أننا لن نفعل نحن وحلفاؤنا شيئًا حيال ذلك”.

وقالت أنجيلا راينر من حزب العمال إن على السيد سوناك استغلال الزيارة “لإجراء محادثة حول حقوق الإنسان”.

وقالت إن حزب العمال لديه “مخاوف عميقة حقًا” بشأن حقوق الإنسان، لكن يجب “أيضًا إجراء حوار”، وقالت للصحفيين “من المهم أثناء تواجده هنا أن يكون هناك حوار حول هذه القضايا الملحة”.

حرب أوكرانيا وعلاقة بن سلمان بالغرب

في أكتوبر/تشرين الأول 2018 قُتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وقُطعت أوصاله داخل القنصلية السعودية في إسطنبول على يد عملاء تابعين للحكومة السعودية، وحتى اللحظة لم يُعثر على رفاته.

خلصت أجهزة المخابرات الأمريكية إلى أن ولي العهد السعودي وافق على مقتل خاشقجي، في حين قال خبير الأمم المتحدة الذي حقق في جريمة القتل إن هناك “أدلة موثوقة” على أن محمد بن سلمان كان مسؤولاً عن جريمة القتل.

سيتم تفسير أي زيارة إلى المملكة المتحدة على أنها أحدث علامة على قيام الدول الغربية بتخفيف موقفها تجاه الزعيم المثير للجدل وتتبع خطوة مماثلة من قبل الولايات المتحدة لدمج ولي العهد مرة أخرى في الحظيرة الدبلوماسية.

يأتي هذا ضمن تكيف المملكة المتحدة جهودها لتعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ زار رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون الرياض في مارس/آذار 2022 على أمل أن تساعد في إقناع المملكة بتعزيز إنتاجها من النفط والغاز وإنهاء “إدمان” الغرب على الوقود الأحفوري الروسي.

في العام الماضي، اتُهم الرئيس الأمريكي جو بايدن بـ “الاستسلام” بعد أن قالت إدارته إن ولي العهد يجب ألا يواجه دعوى قضائية بشأن مقتل خاشقجي.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن المنصب الرفيع للأمير محمد يجب أن يحميه من الملاحقة القضائية لدوره المزعوم في القتل – على الرغم من تعهد بايدن في السابق بجعل حكام البلاد “منبوذين”.

جاءت الدعوة الرسمية لمنح محمد بن سلمان الحصانة في الوقت الذي يواجه فيه دعوى قضائية أقامتها خطيبة خاشقجي والمجموعة الحقوقية التي أسسها، الديمقراطية في العالم العربي الآن، والتي رفضها قاض أمريكي في ديسمبر/كانون الأول.

من جانبها، قالت بولي تروسكوت، مستشارة السياسة الخارجية لمنظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة، إن ولي العهد “يجب أن يحاسب على النحو الواجب على الانتهاكات التي يرتكبها المسؤولون السعوديون، بما في ذلك مقتل خاشقجي”.

وأضافت “يجب ألا يكون هناك شك في قيام المملكة المتحدة بتدوير السجادة الحمراء لمحمد بن سلمان أو أن يتمكن الحاكم السعودي من استغلال هذه الزيارة لإعادة تأهيل نفسه على المسرح العالمي… هذه الزيارة تتزامن مع الذكرى السنوية الخامسة لاغتيال جمال خاشقجي وتقطيع أوصاله على يد عملاء سعوديين في تركيا، وهي جريمة تم التستر عليها بشكل أساسي من قبل السلطات السعودية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى