مستقبل المعتمرين في مهب الريح: اعتقال شاب فلسطيني في السعودية لتضامنه مع غزة!
تعبر منظمة “معًا من أجل العدالة” عن قلقها البالغ إزاء اختفاء الشاب الفلسطيني عاصم الدهنون منذ السادس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد قدومه إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة، حيث تعرض للاعتقال التعسفي على يد أفراد الأمن بحسب شهود عيان أفادوا أن سبب القبض عليه يتعلق بمناصرته للقضية الفلسطينية ومطالبته وإدانته للإبادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال ضد أهالي غزة الأبرياء.
عاصم، البالغ من العمر 22 عامًا، هو شاب في عمر الزهور، من أبناء غزة الذين عانوا ولا يزالون يعانون من آثار الاحتلال والحصار المفروض على القطاع. لكن وبفضل اجتهاده وطموحه، تمكن عاصم من الحصول على منحة لدراسة الطب في بلغراد، صربيا، ليحقق حلمه في المساهمة في بناء مستقبل أفضل لشعبه، إلا أن هذا الحلم بات اليوم مهددًا بالضياع بسبب السياسات القمعية التي تمارسها السلطات السعودية.
من المؤسف أن نرى كيف تحولت السعودية من دولة كانت تُعرف بدعمها للقضية الفلسطينية إلى نظام يمارس أقصى درجات الإرهاب الفكري بحق من يساند هذه القضية العادلة، فحالة عاصم ليست الأولى من نوعها، بل مثال حي يعكس سياسة ممنهجة تهدف إلى إسكات كل صوت يدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ويعزز شعور الخوف والرهبة في نفوس من يتجرأ على المطالبة بالحق أو التعبير عن رأيه الحر.
هذا التصرف ليس فقط تهديدًا لحرية الأفراد وحقهم في التعبير، بل هو تخلٍّ واضح عن المسؤوليات القومية والإنسانية التي لطالما كانت تُعتبر جزءًا من التزامات السعودية تجاه قضايا الأمة. بدلاً من أن تكون المملكة ملاذًا آمنًا للمسلمين والحجاج، أصبحت اليوم مكانًا قد يتحول فيه أداء الشعائر الدينية إلى تجربة قد تنتهي بالاعتقال أو الاختفاء القسري وتضع مستقبل الزوار في مهب الريح.
إننا نطالب السلطات السعودية بالكشف الفوري عن مصير الشاب عاصم الدهنون، وإطلاق سراحه دون قيد أو شرط. ونحذر من العواقب الإنسانية والقانونية لاستمرار هذه الممارسات القمعية التي تنتهك المعايير الدولية لحقوق الإنسان.
ونؤكد أن الصمت الدولي على هذه الانتهاكات يمنح الضوء الأخضر لاستمرار مثل هذه السياسات الظالمة التي تستهدف الشباب وتقوض حقوقهم في حرية الفكر والتعبير.
إن هذه الحادثة تضاف إلى سجل متزايد من الانتهاكات التي تطال النشطاء والمدافعين عن القضايا الإنسانية في السعودية، حيث يُستخدم سيف القمع والاعتقال التعسفي لفرض السيطرة وتكميم الأفواه. إن استمرار هذه الممارسات يعكس توجهًا خطيرًا نحو طمس الأصوات الحرة وتجريم أي تعبير عن الرأي، في خطوة تشكل خيانة واضحة لمبادئ العدالة والحرية التي تُعتبر ركائز أساسية لأي مجتمع حضاري.
إننا نناشد المجتمع الدولي، والمنظمات الحقوقية والإعلامية، بالتحرك العاجل وممارسة الضغوط على السلطات السعودية لضمان الإفراج عن عاصم الدهنون وكافة المحتجزين بسبب آرائهم السلمية. كما ندعو إلى وضع حد لممارسات الاعتقال التعسفي وضمان حرية التعبير لجميع الأفراد دون خوف من الملاحقة أو العقاب.
إن الوقوف مع عاصم اليوم هو واجب أخلاقي، ورسالة واضحة إلى كل الأنظمة التي تسعى إلى قمع الحريات وإسكات الأصوات الحرة بأن العالم لن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الانتهاكات.