“أراد استضافتهم وإكرامهم لكنهم اعتقلوه”… ناصر القرني يسرد تفاصيل ليلة اعتقال والده
قرابة سبع سنوات الآن، يقبع الداعية السعودي عوض القرني (67 عاماً)- والمعروف بموقفه المعتدل ومتابعته الكبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي- خلف القضبان، حيث يعاني من سوء المعاملة والتهديد بالقتل إذ يواجه خطر عقوبة الإعدام، حيث تطالب النيابة العامة بهذه العقوبة القصوى على خلفية مشاركته بعض الأخبار على تطبيق واتساب.
وبحسب نجله ناصر القرني، فإن الداعية اعتقل بطريقة مهينة ودون إذن قضائي في ليلة مرعبة اقتحمت فيها القوات الأمنية المنزل وروعت من بداخله. حاول عوض القرني إكرام القوات الأمنية التي جاءت لاعتقاله ومعاملتهم كضيوف، إلا أنهم أساءوا معاملته واعتقلوه رغمًا عنه بصورة مهينة قبل نقله إلى السجن حيث يعاني من ظروف احتجاز قاسية.
نشر ناصر القرني وثائق تكشف التهم الموجهة إلى والده، والتي تتعلق في المقام الأول بإدارته لحساب تويتر واستخدام تطبيق واتساب لنشر أخبار اعتبرتها السلطات “خطر على الأمن”. تسلط هذه الوثائق الضوء على حملة القمع المكثفة على نشاط وسائل التواصل الاجتماعي التي تزامنت مع صعود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى السلطة.
وتتضمن الوثائق اعترافا اعترف فيه عوض القرني، أستاذ القانون البالغ من العمر 67 عاما، بإدارة حساب على وسائل التواصل الاجتماعي باسمه واستخدامه للتعبير عن آرائه، كما تضمنت اعترافًا بالمشاركة في محادثات عبر الواتساب، شارك خلالها مقاطع فيديو تشيد بجماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى ذلك، فهو متهم بامتلاك حساب على تطبيق Telegram لأغراض مماثلة، لكن الجدير بالذكر أن هذه الاعترافات تم الإدلاء بها تحت الضغط والتعذيب، مما يلقي ظلالاً من الشك على صحتها.
منذ اعتقاله، تعرض القرني لحملة تشويه إعلامية شديدة، حيث صورته وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الحكومة على أنه رجل دين متطرف وإرهابي، ويتناقض هذا التصوير بشكل صارخ مع سمعته وطريقته “المعتدلة” كما يتضح من كتاباته وبرامجه وتغريداته، التي اجتذبت ما يقرب من مليوني شخص.
لم تصدر المحكمة حكمها النهائي بعد، لكن استمرار المطالبة بعقوبة الإعدام والمعاملة القاسية التي يتعرض لها تؤكد المخاطر التي يواجهها أولئك الذين يعبرون عن آراء مخالفة في المملكة العربية السعودية.
نحن ندعو المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والأفراد المعنيين إلى رفع أصواتهم ضد هذا الظلم، مشددين على أنه من الضروري اتخاذ اللازم لإنقاذ عوض القرني وغيره من معتقلي الرأي في السعودية خاصة مع تصاعد مطالبات النيابة العامة بإعدام عدد كبير منهم على خلفية اتهامات غير منطقية واعترافات انتزعت بطريقة قسرية تحت الضغط والتعذيب.
من هو عوض القرني؟
عوض القرني هو داعية سعودي بارز وأستاذ قانون معروف بآرائه المعتدلة ومشاركته النشطة على وسائل التواصل الاجتماعي. تم اعتقاله في سبتمبر/أيلول 2017 كجزء من حملة أوسع ضد شخصيات معارضة بعد صعود ولي العهد محمد بن سلمان.



