وفاة أكثر من 550 حاج بسبب الحرارة أمر كارثي… وعلى السلطات فتح تحقيق عاجل لمحاسبة المسؤولين

يستعد مئات الآلاف من المسلمين لمغادرة الأراضي المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة بعد انقضاء موسم الحج الحالي، لكن وبكل أسف المئات منهم سيغادرون بقلوب مفطورة بعد أن لقى ذووهم حتفهم بسبب ارتفاع درجات الحرارة المفزع وانعدام توفر الرعاية الصحية المناسبة على عكس ما يدعيه النظام السعودي.
حسب الاحصائيات المعلنة، توفي نحو 600 حاج، بينهم نساء، بسبب إصابتهم بضربة شمس نتيجة وصول درجة الحرارة إلى 51 درجة مئوية، وهو دليل واضح على أن الدولة لم تكن مستعدة بصورة كافية كما تدعي لاستقبال الحجاج في ظروف تتناسب مع درجات الحرارة التي يُعلن عنها قبلها بفترة.
صور الجثث كانت ملقاة في الشوارع وعلى جوانب الطرقات، دون أي اهتمام من المسؤولين، أو تواجد لسيارات الإسعاف أو المستشفيات الميدانية، وهو دليل آخر على الإهمال والتهاون في أرواح الحجاج، ودليل كذلك على ازدواجية المعايير، إذ كثفت السلطات استعداداتها الأمنية عند التفتيش على تصاريح الحج، وتفننت في طرق وأساليب القبض على الحجاج غير النظاميين، لكن حين تعلق الأمر بأمن وسلامة الحجاج، كانت الاستعدادات في عداد المفقودين.
الوفاة في الحج أمر متوقع، خاصة مع التدافع وكثرة الأعداد، لكن حين تكون الوفاة بسبب ارتفاع درجات الحرارة والإهمال فلا يمكن التسامح مع ذلك أبدًا، خاصة وأن النظام السعودي يدعي أنه ملتزم بأمن وحماية الحجاج، وأنه كذلك ملتزم بالحفاظ على المناخ كي لا تتسبب ارتفاع درجات الحرارة بكارثة مشابهة، لكن النظام السعودي يثبت وبالدليل القطعي أنه غير أمين على أرواح الحجاج، وأنه كذلك يكذب فيما يتعلق بالحفاظ على المناخ والحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري.
الجدير بالذكر أن تقرير “أطلس مخاطر المناخ” لمجموعة العشرين ذكر “العلم يظهر أن المملكة العربية السعودية سوف تواجه تأثيرات مناخية مدمرة إذا اتبعت مسارًا عالي الانبعاثات… وبدون اتخاذ إجراءات عاجلة، ستشهد المملكة العربية السعودية زيادة بنسبة 88٪ في تواتر الجفاف الزراعي بحلول عام 2050… وسوف تستمر موجات الحر لفترة أطول بأكثر من 4242٪، وسيتسبب مزيج ارتفاع مستوى سطح البحر وتآكل السواحل والطقس الأكثر شراسة في حدوث فوضى لاقتصاد المملكة العربية السعودية، والتي من المتوقع أن تخسر حوالي 12.2٪ من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2050.”