إمام الحرم المكي يقضي عقوبة بالسجن 10 سنوات لرفضه التطبيع

قرابة 6 أعوام الآن يقضيها خلف القضبان إمام الحرم المكي الشريف الشيخ صالح آل طالب بسبب خطبة جمعة عن ضرورة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” مهما كانت الظروف، ومطالبته الشعوب العربية الوقوف أمام موجة التطبيع مع الاحتلال، رفضه للمنكر بموجب معتقداته الدينية، ووقوفه ضد التطبيع كان سببًا مقنعًا للسلطات السعودية أن تزج به في السجن، وحتى اللحظة، غير مسموح له بالتواصل مع العالم الخارجي.
اعتقل الشيخ صالح ال طالب في أغسطس/آب 2018 في ظروف غامضة، ولسنوات لم يصدر أي تصريح رسمي يوضح سبب اعتقاله أو التهمة الموجهة إليه، لكن اعتقاله جاء بعد الخطبة المشار إليها ما جعل الكثير من المحللين يرجحون أنها سبب اعتقاله، ثم تبين أنها السبب وراء ذلك بالفعل بعد الحكم بإدانته.
في البداية حكمت المحكمة الجزائية المتخصصة ببراءته من التهم المنسوبة إليه، لكن محكمة الاستئناف نقضت القرار في أغسطس/آب 2022 وتم الحكم بسجنه لمدة 10 سنوات في محاكمة سرية، حُرم فيها من التمثيل القانوني، كما لم يتم تقديم أي دليل مادي على ارتكابه أي من التهم الموجهة إليه.
الشيخ صالح آل طالب كان يعمل إمامًا للحرم المكي، كما عمل ثلاث سنوات قاضيًا في المحكمة الكبرى والمستعجلة بالرياض، كما عمل في محاكم بمحافظات أخرى، وكان قاضيا في المحكمة الكبرى بمكة المكرمة إلى حين اعتقاله قبل 6 سنوات.
قبل اعتقاله بفترة بسيطة، عبر الشيخ صالح عن معارضته السياسات الجديدة التي أراد ولي العهد إجبار المجتمع عليها، سواء كانت في معاملته مع دولة الاحتلال الإسرائيلي أو في غلق مؤسسات دينية واستبدالها بمؤسسة ترفيهية، وهو ما انتقد الشيخ في نهاية خطبته.
في خطبته الأخيرة والتي اعتقل بسببها فند الشيخ أزمة الصهاينة مع العالم، وطالب بضرورة الحفاظ على أرض فلسطين وشعبها ومقدساتها، وبين أن أرض فلسطين ملك للعرب والمسلمين، رافضا ميل الحكومات العربية إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي على حساب قضية القدس والأقصى، وقال بأن كل من يسعى لفرض إرادة على أرض القدس غير الإرادة الحقيقية إنما يعمل على إثارة الفوضى في المنطقة، ويؤجج العنف، ويغرس البغضاء، ويسيل الدماء، وكل ذلك سيحدث شرخا في النسيج الإنساني، وتشوهات في حضارة العالم شرقه وغربه.