الغارديان: بن سلمان استخدم الجولف للتخلص من حالة النبذ العالمي

ضجت الأوساط الحقوقية مؤخرًا بانتقادات واسعة لصفقة الاندماج بين جولة الجولف LIV Tour الممولة سعوديًا ونظريتها PGAالأمريكية، والتي قال النُقاد إنها تمثل أحدث خطوات الرياض في حملتها لإصلاح سمعتها والخروج من القائمة السوداء فيما يتعلق بحقوق الإنسان التي دخلتها بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول قبل نحو 5 سنوات على يد عملاء تابعين لمحمد بن سلمان.
في تصريحات للغارديان، قالت المحامية الحقوقية البارزة والمديرة التنفيذية لمنظمة الديموقراطية للعالم العربي الآن سارة ليا ويتسون”هذا اندماج بالاسم فقط… الحكومة السعودية اشترت سكوت PGA Tour بالمال”، في إشارة إلى أن حملات المقاومة التي شنتها الجولة الأمريكية على مدار العامين الماضيين ضد الجولة السعودية بسبب سجلها القاتم في حقوق الإنسان.
وتابعت ويتسون “هذه هي الطريقة التي فضلها السعوديون للتصدي لحملات المقاومة العالمية التي حدثت في أعقاب مقتل خاشقجي عام 2018، خاصة بعدما سحب المستثمرون الأمريكيون أكثر من مليار دولار من سوق الأسهم السعودية ووقفوا صفقاتهم التجارية مع المملكة العربية السعودية، ورفض حتى السفر إلى المملكة العربية السعودية وإقامة أو استئناف أي أعمال تجارية هناك”.
قالت سارة ليا ويتسن إن رد الفعل الدولي الذي أعقب مقتل خاشقجي على يد عملاء سعوديين في قنصليتها في اسطنبول كان “إهانة كبيرة لمحمد بن سلمان”، الذي قالت أجهزة المخابرات الأمريكية إنه أمر بقتله.
وأضافت ” فكرة أن المجتمع الدولي والشركات الدولية ستعاقبه أمر تريد الحكومة السعودية ألا يحدث مرة أخرى أبدًا”، مشيرة إلى أن لجوء بن سلمان لشراء حصص كبيرة في الشركات والمؤسسات الأمريكية وامتلاكها تجعل من الصعب ومن المكلف للغاية أن يكرر المستثمرون هذه العقوبة بشكل أو بآخر”.
ستنهي الشراكة بين PGA و LIV ، ، سلسلة من الدعاوى القضائية التي رُفعت ضد الجولة التي يمولها صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) ، فضلًا عن أنه سيمثل أحدث غزوة قامت بها المملكة العربية السعودية – الغنية بالنقد بفضل ارتفاع أسعار النفط ومكانتها كعنصر أساسي في سوق النفط الخام العالمي –في المجالات المختلفة لتنفيذ عمليات غسيل لسمعتها وتغطية لجرائمها: مجالات الرياضة، الترفيه، ألعاب الفيديو، وحتى الأسلحة.
باستخدام أصوله المقدرة بـ 650 مليار دولار، يمتلك صندوق الاستثمارات العامة الذي تسيطر عليه الحكومة الآن نادي نيوكاسل يونايتد، ويقال إن المملكة العربية السعودية تطمح لاستضافة كأس العالم في عام 2030، وعليه جندت بالفعل ميسي ورونالدو ليصبحوا سفراء المملكة في الترويج لملف كأس العالم، كما أبرمت البلاد صفقة مدتها 10 سنوات لاستضافة سباق الجائزة الكبرى للفورمولا 1، واستقطب الصندوق لاعب كرة القدم العالمي الحالي كريم بنزيمةوالنجم كريستيانو رونالدو إلى الدوري المحلي لبلاده.
في بداية فترة رئاسته، كانت علاقة الرئيس الأمريكي متوترة مع المملكة العربية السعودية، حيث تعهد بأن سيحول محمد بن سلمان ونظامه إلى “منبوذين” عالميًا خلال حملته الانتخابية للبيت الأبيض، قبل أن يتراجع العام الماضي بزيارة إلى الرياض، وتوالت بعد ذلك زيارات كبار المسؤولين الأمريكيين لعقد صفقات تعاون مختلفة مع المملكة.
تقول ويتسون إن الرياض لديها الكثير لتقدمه للولايات المتحدة كي تضمن أنها لن تدخل نطاق “النبذ”، فهي لا تلعب فقط دورًا قياديًا في التأثير على أسواق النفط العالمية، وبالتالي السعر المتقلب سياسيًا للبنزين الذي يدفعه السائقون الأمريكيون، بل إنها أيضًا مشتر رئيسي للأسلحة الأمريكية.
في غضون ذلك، يقال إن بايدن يحاول تشجيع الرياض على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، فيما وصفته ويتسن بأنه مسعى لتحقيق انتصار في السياسة الخارجية يمكن أن يستخدمه في حملته لإعادة انتخابه العام المقبل.
شبهت ويتسن تطلعات الرياض بتطلعات الصين وروسيا – فجميع الدول الاستبدادية قالت إنها تراقب اندماج LIV-PGA عن كثب.
الجدير بالذكر أن الرئيس بايدن وحكومة الولايات المتحدة، لطالما أكدوا أن النضال ضد الاستبداد يُعتبر معركة وجودية للولايات المتحدة والغرب، لكن على الرغم من ذلك، وحسبما قالت ويتسون”تثبت صفقة الاندماج المُشار إليها أن الديمقراطية لا قيمة لها لأنها معروضة للبيع لمن يدفع أعلى سعر، بما في ذلك طاغية مثل محمد بن سلمان. “