تصريحات نتنياهو وترامب حول توطين الفلسطينيين في السعودية إهانة مرفوضة تستوجب ردًا حازمًا

تدين منظمة “معًا من أجل العدالة” بأشد العبارات التصريحات المشينة التي صدرت عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تضمنت اقتراحات تتعلق بترحيل الفلسطينيين قسرًا من أرضهم وإعادة توطينهم في دول أخرى، من بينها المملكة العربية السعودية. هذه التصريحات غير المقبولة ليست مجرد استفزازات سياسية، بل تمثل تعديًا وقحًا على سيادة الدول وحقوق الشعوب، وتكشف بوضوح عن الأجندة الاستعمارية التي تهدف إلى محو الهوية الفلسطينية وشرعنة جرائم الاحتلال.
نتنياهو، الذي يقود حكومة متطرفة تمارس التطهير العرقي بحق الفلسطينيين، تجرأ على الحديث عن “وفرة المساحات في السعودية” كأنها أرض بلا شعب يمكن التصرف بها وفق أهوائه. أما ترامب، فقد طرح بكل صفاقة مقترحًا لتحويل غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” بعد تهجير سكانها، في تجاهل فج لكل القوانين والمواثيق الدولية. هذه التصريحات لا تعبر عن مجرد رأي، بل تعكس بوضوح المشروع الصهيوني الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية بالكامل، وإيجاد حلول تكرس الاحتلال بدلاً من إنهائه.
إن الرد السعودي الرسمي الذي اكتفى بتأكيد الموقف التقليدي الرافض للتهجير والتأكيد على حقوق الفلسطينيين، ليس كافيًا أمام هذا التطاول السافر على سيادة المملكة. التصريحات التي صدرت عن نتنياهو وترامب ما كانت لتُقال بهذا الوضوح وبهذا المستوى من الوقاحة، لولا حالة التراخي السياسي والانبطاح المستمر أمام الاحتلال وداعميه. إن السماح بهذه التعديات دون ردع حقيقي يمنح الضوء الأخضر لمزيد من الانتهاكات ويجعل السعودية نفسها طرفًا في تصفية القضية الفلسطينية، سواء بالصمت أو بغياب المواقف الصارمة التي تليق بحجم الإهانة التي وُجّهت إليها.
الأراضي السعودية ليست ملكًا لنتنياهو ولا لترامب كي يقررا مصيرها، تمامًا كما أن فلسطين بكل شبر من ترابها، من البحر إلى النهر، هي حق أصيل للشعب الفلسطيني، وليست ورقة مساومة في صفقات التطبيع والتصفية. إن مجرد مناقشة مثل هذه الأفكار يعد جريمة يجب أن يُواجَه بكل حزم، لأن السماح بالترويج لها دون رد قاطع يفتح الباب أمام تنفيذها بشكل تدريجي، كما جرى في نكبات سابقة شهدها التاريخ الفلسطيني والعربي.
إننا نطالب السلطات السعودية باتخاذ موقف أكثر حدة ووضوحًا ضد هذه التصريحات، وعدم الاكتفاء بالتصريحات الدبلوماسية المتكررة التي لم تردع الاحتلال عن التمادي في مشاريعه الاستيطانية والتوسعية. كما ندعو المجتمع الدولي وجميع الدول الرافضة لهذه الأجندة الاستعمارية إلى التصدي لهذه المخططات بقرارات عملية، بدلًا من الاكتفاء بالشجب والإدانة.
لا سلام ولا استقرار في المنطقة دون إنهاء الاحتلال ووقف هذه السياسات العنصرية التي تهدف إلى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، ونؤكد أن أي محاولة لفرض التهجير القسري أو إعادة رسم خرائط المنطقة وفقًا لرغبات إسرائيل وحلفائها لن تمر، لأن فلسطين ستظل لأهلها، والسعودية ليست ساحة للمساومات السياسية.



