تقارير

تغليظ عقوبة سعد الماضي صفعة على وجه بايدن أم أكثر من ذلك!

تأكيدًا على انهيار المنظومة القضائية في المملكة العربية السعودية، أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في وقت سابق من هذا الأسبوع قرارها بتغليظ عقوبة المواطن الأمريكي/السعودي سعد الماضي إلى 19 عامًا على خلفية نشره سلسلة من التغريدات على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” قبل سنوات.

تغليظ عقوبة “الماضي” لا يمكن اعتبارها إلا صفعة على وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن، وربما أكثر من ذلك إن جاز التعبير، فعلى الرغم من الوعد الذي يدعي بايدن أنه أخذه من محمد بن سلمان بتحسين الأوضاع الحقوقية حين تنازل الرئيس الأمريكي عن موقفه وزار السعودية سعيًا وراء أسعار أفضل للنفط، أصدر القضاء السعودي حكم إدانة ضد مواطن أمريكي لمجرد أنه استخدم حقه المشروع في التعبير عن رأيه.

خلال حملته الانتخابية، وعد بايدن بجعل محمد بن سلمان ونظامه “منبوذين” بسبب سجلهم السيء في مجال حقوق الإنسان وانتهاكاتهم الجسيمة للقوانين والمعاهدات الدولية، لكن سرعان ما نسي بايدن وعوده ومد يد التعاون مع محمد بن سلمان دون الحصول على أي ضمانات حقيقية لتحسين أوضاع حقوق الإنسان أو تقديم المتورطين فيها للمساءلة، وعلى رأسهم محمد بن سلمان شخصيًا الذي أكد بايدن أنه سيحاسبه هو ورجاله على جريمة اغتيال جمال خاشقجي.

اعتقل سعد الماضي في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 عند وصوله إلى الرياض حيث كان ينوي الإقامة لمدة أسبوعين في بلده الأصلي في رحلة عمل سريعة وزيارة عائلية، وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي حُكم عليه بالسجن 16 عامًا تليها 16 عامًا من الإقامة الجبرية بسبب تغريدات انتقد فيها النظام السعودي.

وحسب مصادر مطلعة، ركزت النيابة السعودية على 14 تغريدة نشرها المواطن الأمريكي على مدى سبع سنوات أثناء إقامته في فلوريدا، بينها منشورات تتعلق بانتقاد اغتيال جمال خاشقجي، الصحفي في واشنطن بوست الذي قُتل في القنصلية السعودية في اسطنبول عام 2018، وكذلك انتقد التعامل السعودي مع تكرار الهجمات الحوثية التي استهدفت مدنًا في المملكة.

من جانبها، عبرت عائلة الماضي عن استيائها من تعاطي الإدارة الأمريكية مع قضية اعتقال سعد، مؤكدة أنه تهاون في حق المواطنين وتقصير في التزام الإدارة بحماية الأمريكيين فوق أي أرض وتحت أي سماء.

واقعة اعتقال الماضي تُعد ثاني أشهر لسعودي كان يعيش في الخارج وتعرض للاعتقال فور عودته للبلاد بسبب استخدامه وسائل التواصل الاجتماعي، إذ سبق واعتقلت السلطات السعودية الناشطة سلمى الشهاب -طالبة الدكتوراه في جامعة ليدز بالمملكة المتحدة- فور وصولها البلاد، وحُكم عليها بالسجن لمدة 34 عامًا لامتلاكها حساب على تويتر ومتابعة المعارضين والناشطين وإعادة تغريد منشوراتهم.

وكما في حالة سلمى الشهاب، قال إبراهيم نجل سعد الماضي إنه يعتقد أن والده – الذي كان لديه أقل من 2000 متابع على تويتر – قد تعرض للاعتقال بسبب شخص أبلغ عنه السلطات مستخدمًا تطبيق “كلنا أمن”، وهو تطبيق نشرته السلطات السعودية عبر المتاجر الإليكترونية لحث المواطنين على تقديم بلاغات في أي شخص يشكون أنه خطر على الأمن القومي لكن دون معايير واضحة لذلك، وعليه استخدم هذا التطبيق بكثرة في البلاغات الكيدية والانتقامية.

من جانبنا، نطالب بإسقاط كافة التهم المنسوبة لسعد الماضي وإلغاء العقوبة الصادرة ضده، مع فتح تحقيق عاجل وشفاف في الانتهاكات التي تعرض إليها داخل محبسه، أبرزها التحقيق معه دون ممثل قانوني واحتجازه في ظروف لا تتناسب والمعايير الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى