حقائق صادمة عن الواقع المأساوي لعائلات المحكوم عليهم بالإعدام في السعودية (2)

ترجمة عن تحقيق صادر عن BBC
في تصريحات خاصة لـ BBC، قال علي الدبيسي، مدير المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان ومقرها برلين، إن عقوبة الإعدام جزء من نظام قانوني سعودي “غير عادل في جوهره… لا يمكن لأي مجتمع مدني مستقل أو جماعات حقوق الإنسان العمل هناك… سيظل الناس يُقتلون في السعودية إذا استمر الوضع على ما هو عليه.”
من جانبها منظمة قالت هيومن رايتس ووتش إن 41 رجلاً من بين 81 رجلاً أُعدموا في مارس/آذار الماضي كانوا من الأقلية الشيعية وأن “الانتهاكات المتفشية والممنهجة في نظام العدالة الجنائية السعودي تشير إلى أنه من غير المرجح أن يكون أي من هؤلاء الرجال قد حصل على محاكمة عادلة، بل تعرضوا للتعذيب وفق شهادات مختلفة”.
مصطفى الخياط كان أحد هؤلاء الرجال الذين أعدموا في 2022 بعد اعتقاله دام نحو ثمان سنوات. سُمح لعائلته بزيارته أول مرة بعد اعتقاله بعام، وحسب ما قاله ياسر شقيقه “لقد صُدمت حين رأيته… على الرغم من مرور عام منذ آخر مرة رأيناه فيه، لم يستطع حتى الوقوف لتحيتنا… كان يسقط كلما حاول الوقوف- وعندما سألناه، قال إن ذلك بسبب التعذيب”.
وأضاف ياسر “رأينا كدمات على جسده وأخبرنا أنه تعرض للصعق بالكهرباء”.
في إفادة لعائلة معتقل آخر، قالت شقيقته إنه “تعرض لتعذيب شديد ووحشي”، إذ قالت زينب أبو الخير، التي يقبع شقيقها حسين في السجن منذ 2014: “قال إنه عُلق من قدميه وضُرب… لم يتخيل أبدًا أنه سيجبر على الاعتراف وأن هذا الاعتراف سيكون دليل إدانته”.
حسين – سائق أردني يعمل لدى أسرة سعودية ثرية – اعتقل بتهمة حيازة مخدرات في سيارته على الحدود الأردنية السعودية، وشقيقته زينب متأكدة من أن المخدرات ليست ملكه.
تحدثت زينب من منزلها في كندا، شرحت كيف أن عائلة حسين تكافح لتغطية نفقات المعيشة منذ اعتقاله إذ أنه كان العائل الوحيد للعائلة، وله ابن معاق.
وأضافت زينب أن العائلة تعيش الآن في رعب من سماع خبر إعدام حسين في أي لحظة، مضيفة “لا أستطيع التحدث عنه دون أن يدق قلبي رعبًا… أفكر فيه طوال النهار والليل، أرى كوابيس أنهم يقطعون رأسه… النظام يتعامل بوحشية…لا يمكن لأحد تخيل مدى صعوبة الأمر…. أحيانًا أجلس وحيدة وأبكي بلا توقف.”
وتابعت زينب “غضبي ليس فقط من النظام السعودي، بل من الدول الأخرى التي ساعدت السعودية على الإفلات من العقاب عن هذه الجرائم البشعة… كل صباح وكل مساء أتفقد مجموعة دردشة العائلة خوفًا من أن يصلني خبر وفاته… هذه حياة صعبة للغاية.”
في مارس/آذار الماضي- بعد أربعة أيام من الإعدام الجماعي لـ 81 رجلاً – التقى رئيس الوزراء البريطاني آنذاك بوريس جونسون بمحمد بن سلمان في محاولة لإقناعه بضخ المزيد من النفط لاستبدال واردات الوقود الروسية، وقالت رئاسة الوزراء البريطانية إن جونسون أثار مخاوف بشأن قضايا حقوق الإنسان المستمرة في المملكة العربية السعودية، لكن ذلك لم يسفر عن أي خطوات عملية.
منذ وصوله إلى السلطة، أجرى محمد بن سلمان إصلاحات اجتماعية واقتصادية – بما في ذلك السماح للمرأة بقيادة السيارة – لكن صاحبها قمع سياسي مكثف.
يصف أحدث تقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش حملة حقوق الإنسان سجل المملكة العربية السعودية بأنه “مؤسف”، مضيفة أن ما يحدث وصمة عار على سمعة النظام الذي ينشغل بمحاولات “غسها” من خلال الرياضة والترفيه.
تلقت هيئة BBC بيان من السفارة السعودية في لندن قالت فيه إن العديد من الدول الأخرى في جميع أنحاء العالم لديها عقوبة الإعدام، وأن الدول لديها وجهات نظر مختلفة حول العقوبات المناسبة، وتابع البيان “بما أننا نحترم حقهم في تقرير قوانينهم وأعرافهم، نأمل أن يحترم الآخرون حقنا السيادي في اتباع خياراتنا القضائية والتشريعية”.
من جانبه قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لـ BBC إنه “يشعر بقلق عميق إزاء الاتجاه السائد في استخدام عقوبة الإعدام في المملكة العربية السعودية بصورة متزايدة”.
وتابع البيان “على وجه الخصوص، نشعر بالقلق إزاء الزيادة في عدد أحكام الإعدام الصادرة والمؤيدة، بما في ذلك ضد أشخاص كانوا قصر وقت ارتكاب الجرائم، وكذلك ضد الأشخاص المتهمين بارتكاب جرائم لا يعتبرها القانون الدولي عالية الخطورة”.