رغم السجل الحقوقي المشين… اللجنة الأولمبية الدولية توقع عقد شراكة مع السعودية
أعلنت المملكة العربية السعودية واللجنة الأولمبية الدولية عن اتفاق مدته 12 عامًا لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الجديدة للرياضات الإلكترونية في المملكة الغنية بالنفط بدءًا من العام المقبل.
وقالت اللجنة الأولمبية الدولية في بيان يوم الجمعة إن الشراكة تعد بإقامة بطولات ألعاب أولمبية للرياضات الإلكترونية، بدءًا من أولمبياد الرياضات الإلكترونية في عام 2025 مقابل ملايين الدولارات لكن لم يتم الإعلان قيمة العقد الحقيقية بعد.
الجدير بالذكر أن اللجنة الأولمبية الدولية صرحت الشهر الماضي أنها تخطط لإطلاق دورة ألعاب أولمبية لألعاب الفيديو لمحاولة جذب المشجعين والجماهير الشباب والاحتفاظ بهم، وفي بيان رسمي تم الإعلان عن صفقة شراكة مع المملكة العربية السعودية، وذلك أثناء إقامة بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية التي تستمر لمدة شهرين في الرياض.
تأتي هذه الصفقة ضمن صفقات عديدة قال عنها خبراء ومحللون حقوقيون إنها جزء من استراتيجية النظام السعودي لما يُعرف بـ “الغسيل الرياضي”، وهو سياسة تعتمدها الأنظمة الديكتاتورية من أجل تلميع صورتهم دوليًا والتغطية على انتهاكات حقوق الإنسان وقمع حريات الرأي والتعبير داخل بلادهم، وهو ما يحدث بصورة جلية في السعودية إذ يفرض النظام قيودًا كبيرة على حرية الرأي والتعبير، ولا يتسامح مع أي شكل من أشكال المعارضة، ويلاحق المعارضين السياسيين والنشطاء المنفيين في الخارج، مع اتباع سياسات تعسفية ضد عائلاتهم داخل المملكة.
كما انخرط النظام السعودي في حرب مدمرة في اليمن منذ 2015 بحجة القضاء على الحوثيين، لكنه بدلًا من ذلك تسبب في أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ الحديث، وحول اليمن إلى أفقر بلد في العالم، مخلفًا مئات الآلاف من القتلى المدنيين، وملايين النازحين.
في السنوات الأخيرة، ضخت المملكة العربية السعودية ملايين الدولارات في الرياضة بمختلف مجالاتها، واستثمرت في كرة القدم، والفورمولا 1، والملاكمة، والجولف، والتنس، واستضافت السعودية مجموعة كبيرة من الأحداث والفعاليات الرياضية الدولية، مثل بطولات الملاكمة من الدرجة الأولى، كما أسست مشروع LIV Golf كمنافس لجولة PGA الشهيرة في الولايات المتحدة.
كما ستستضيف المملكة بطولة كأس آسيا 2027 في كرة القدم للرجال، ودورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029 التي ستقام في منتجع للتزلج بني خصيصا لها، ودورة الألعاب الآسيوية المتعددة الرياضات 2034 في الرياض.
الجدير بالذكر أنه في عام 2021، أظهرت البيانات التي نشرتها مبادرة قياس حقوق الإنسان أن الرياض كانت واحدة من أكثر الدول قمعًا ووحشية في العالم، بسبب الحظر الذي فرضته الحكومة على الاحتجاجات والمظاهرات السلمية، والقيود المفروضة على حرية التعبير ومنظمات المجتمع المدني، وعدم قدرة المواطنين على التصويت أو المشاركة في الحياة العامة.
إننا نطالب اللجنة الأولمبية الدولية مراجعة قرارها المتعلق بعقد شراكة مع النظام السعودي وإلغاء الصفقة انتصارًا لحقوق الإنسان وانتصافًا لضحايا النظام السعودي داخل وخارج البلاد، ونشدد على أن استمرار هذه الصفقة يجعل من المسؤولين عن اللجنة متواطئين بصورة مباشرة في كل جرائم وانتهاكات النظام السعودي ضد حقوق الإنسان.