صحافة عالمية

زميلة خاشقجي في واشنطن بوست: محاولة مايك بومبيو لتشويه خاشقجي “جبانة وخسيسة”

 ترجمة عن مقال للصحفية كارين عطية

بمنتهى الوقاحة، وبعبارات تخلو من أي إنسانية، تطاول وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو على الراحل جمال خاشقجي، وبدون أي خجل حاول تشويه سمعة ضحية قُتل أعزلًا وتلطيخ اسمه، وذلك من خلال كتابه الجديد “Never Give an Inch: Fighting for the America I Love”.

وفقًا للتقارير، كتب بومبيو أن جمال خاشقجي، كاتب العمود المساهم في صحيفة واشنطن بوست- والذي كان زميلي وصديقي – لم يكن الشخص الذي قلنا إنه كذلك.

يقول بومبيو: “لم يكن يستحق الموت، لكننا بحاجة إلى أن نكون واضحين بشأن هويته – والكثير من وسائل الإعلام لم يكونوا بهذا الوضوح… لقد كان جمال صحفيًا بقدر ما أنا والعديد من الشخصيات العامة الأخرى صحفيون… ننشر كتاباتنا أحيانًا، لكننا نقوم أيضًا بأشياء أخرى “، في إشارة إلى أن الراحل خاشقجي لم يكن مهنيًا ولم يكن صحفيًا مخضرمًا.

لا أعرف كيف ينام بومبيو وأمثاله في المساء بعد ما يفعلونه في الأبرياء مثل خاشقجي.

بعد أكثر من أربع سنوات من محاولة التعايش مع صدمة مقتل جمال، والتعامل السلبي من إدارتي ترامب وبايدن وسياساتهما تجاه المملكة العربية السعودية في أعقاب مقتله، اعتقدت أنني رأيت كل شيء سيء، لكن بومبيو أظهر أن هناك مستويات أكثر تقدمًا في الغوص في الحضيض.

ما فعله بومبيو حقًا هو تصرف لا يمكن وصفه إلا بأنه تصرف “جبان” وخسيس، فلا شيء أسوأ من مهاجمة شخص ميت، قُتل بطريقة غادرة وبشعة وهو أعزل.

جمال خاشقجي، صحفي سعودي وكاتب عمود في صحيفة واشنطن بوست منذ عام 2017، قُتل في إسطنبول داخل قنصلية المملكة العربية السعودية عام 2018، ووفقًا لتقييم المخابرات الأمريكية، وافق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على عملية للقبض عليه أو قتله.

وصف فريد هيات، محرر الصفحة الافتتاحية لصحيفة واشنطن بوست في ذلك الوقت، الأمر بأنه “عمل بشع لأقصى مدى”، وكتب عمودًا بعنوان “لماذا يحضر منشار عظام في عملية اختطاف، سموك؟”!

أعمدة خاشقجي لصحيفة واشنطن بوست وصفت المملكة العربية السعودية في عهد محمد بن سلمان بأنها “لا تطاق”، وقارنتها بوضع روسيا تحت قمع فلاديمير بوتين.

الرئيس بايدن، بعد تعهده في حملته الانتخابية بجعل المملكة العربية السعودية “منبوذة”، زار السعودية في يوليو/تموز 2022 بعد أشهر من المقاطعة، ودافع بايدن عن الرحلة في مقال رأي نُشر في صحيفة واشنطن بوست، رغم ذلك لم يقتنع الكثيرون بتبريرات بايدن، وكتب الناشر في الواشنطن بوست فريد رايان أن رحلة بايدن أظهرت أن القيم الأمريكية “قابلة للمقايضة”.

استقبل بايدن محمد بن سلمان بقبضة يد، أعتبرها شخصيًا “خيانة قاسية” للراحل جمال خاشقجي الذي كنت أحرر مقالاته للصحيفة.

بومبيو، المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية، ينشر الكثير من الجهل في كتابه الأخير معتمدًا الرواية السعودية.

يمكن لأي شخص يجري أي بحث أساسي أن يكتشف بسهولة مطلقة أن جمال كان لديه حياة مهنية طويلة ككاتب ومحرر ورجل أعمال إعلامي طموح لعقود قبل مجيئه إلى واشنطن بوست، لذلك فإن ما قاله بومبيو عن خاشقجي لا ينم إلا عن جهله شخصيًا.

لماذا يبدو الآن أن هناك رد فعل عنيف تجاه جمال في دوائر النخبة في واشنطن؟ تذكرني تصريحات بومبيو بجريدة أتلانتيك والصحفي غرايم وود، الذي منح مساحة كبيرة لمحمد بن سلمان في لقاء كان مضمونه كلمته 12000 كلمة، استغلها لإهانة وتحقير جمال، والدفاع عن سجله في مجال حقوق الإنسان.

عندما سأل وود عن جريمة القتل، أجاب ولي العهد أن “خاشقجي لن يكون حتى من بين 1000 شخص على قائمة الأهداف المطلوبة للاغتيال، وأنه لا يعرفه ولم يقرأ له من قبل.

أصبح جمال خاشقجي رمزًا لاستخفاف الأقوياء القاسي بحياة الإنسان، ورغم كل محاولات التحقير منه والإساءة إليه، سيُعرف جمال خاشقجي إلى الأبد بأنه شخص قاتل من أجل من لا صوت لهم وفقد حياته بسبب قول الحقيقة، أما مايك بومبيو، فأنا متأكدة من أن التاريخ لن يتذكر الكثير عنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى