
نشرت قناة CBS الأمريكية تقريراً مصوراً عن سجن الحائر السعودي -سيء السمعة- مقروناً بلقطات من داخل السجن أبعد ما تكون عن الحقيقة حيث ظهر فيها السجناء في وضع أفضل من غيرهم خارج السجن وكأنهم نزلاء فنادق خمس نجوم.
مراسلة الشبكة “هولي ويليامز” تمكنت من الحصول على إذن بالتصوير داخل السجن وعمل مقابلات ولقاءات مع بعض السجناء المتهمين في قضايا عنف وإرهاب، وخلال المقابلات، ظهر السجناء مرتدين أفخم البدلات الرسمية يتجولون بحرية في ساحات السجن معها [المراسلة] وقد بدت ساحات السجن جديدة ونظيفة، وفي جانب آخر، كانت هناك جلسات من الموسيقى والطرب حيث يجلس السجناء يستمعون إلى العزف والغناء.
حين تنشر منظمات حقوق الإنسان أي تقرير عن سجن الحائر، عادة ما تقرنه بلقب “سيء السمعة”، للإفادات المروعة التي يرويها السجناء وعائلاتهم حول المعاملة السيئة والمهينة، وظروف الاحتجاز غير الإنسانية التي تصيب الكثير منهم بالأمراض وتفاقم الوضع الصحي لآخرين، فضلاً عن التعذيب الذي يقع على المعتقلين السياسيين من قبل السجانين وأفراد الأمن.
الناشط والمفكر السعودي الراحل عبد الله الحامد كان من نزلاء سجن الحائر، فقد حياته وهو وراء قبضان هذا السجن بعد أن تركته الإدارة دون العلاج اللازم وبلا رعاية صحية.
ولجين الهذلول، أشهر المدافعات عن حقوق المرأة في السعودية، قضت في السجن قرابة الثلاث سنوات، كانوا الأسوأ في حياتها، حيث حرمت من كافة حقوقها الأساسية وتعرضت للتعذيب الجسدي والنفسي دون رحمة.
هذا هو سجن الحائر الذي حاولت القناة الأمريكية تحسين صورته أو بمعنى أدق تبييض وحشيته الممنهجة ضد المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي، وفي الحقيقة، من غير المفهوم كيف تخلت هذه القناة عن شرف المهنة وقامت بالترويج لهذه الحقائق الكاذبة.
إن هذا التقرير لا ينذر بالخير أبداً، خاصة بعد أن رفض جو بايدن فرض أي عقوبات على محمد بن سلمان بعد دوره في عملية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، الذي لم تتحقق العدالة له بعد، ومن الواضح أن هناك نية إلى التراجع عن الوعود التي أطلقها بايدن إبان حملته الانتخابية بتغيير مسار العلاقات مع المملكة العربية السعودية ووضع حقوق الإنسان على أولويات أجندة السياسات الخارجية الأمريكية.