قوانين معيبة من جديد: من يستخدم VPN في السعودية مهدد بالسجن والغرامة
عبرت منظمة “معًا من أجل العدالة” عن قلقها البالغ إزاء إقرار مادة في قانون الجرائم المعلوماتية تحظر استخدام برامج VPN وتُعرض مستخدميها للسجن والغرامة المالية التي قد تصل إلى 500 ألف ريال.
وحسبما نقلت القناة الإخبارية، وهي قناة رسمية سعودية، فإن من يستخدم VPN قد يواجه “تهم الانضمام إلى منظمات إرهابية والمساس بالأمن الوطني” بموجب الفقرة (3) من المادة الثالثة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، والتي يصل فيها السجن لمدة عام، والغرامة المالية لمدة 500 ألف ريال سعودي، وقد تُفرض العقوبتين معًا.
وبالرغم من أن المادة المُشار إليها لم تشير إلى برنامج VPN صراحة، لكن التلاعب بالألفاظ كان واضحًا، وهو من سمات التشريع في القوانين السعودية التي تعتمد على استخدام مصطلحات فضفاضة وغير دقيقة تُستغل فيما بعد من قبل الجهات القضائية لإصدار عقوبات قاسية وجائرة ضد معتقلي الرأي.
وقد نصت هذه المادة على: “يُعاقب بالسجن لمدة عام، أو بغرامة مالية قدرها 500,000 ريال، أو بأحد هاتين العقوبتين: كل من قام بالدخول غير المشروع لموقع إليكتروني…”
الجدير بالذكر أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سبق وقال عن القوانين السعودية إنها معيبة وبحاجة إلى مراجعة وتدقيق، خلال لقائه مع قناة فوكس نيوز الأمريكية، وتحدث عن نيته لإصلاح هذه القوانين المعيبة وإدانته لبعض الأحكام الصادرة بموجبها والتي قال إنها “محرجة”، لكن رُغم ذلك لم تشهد الساحة التشريعية في المملكة أي إصلاحات منذ ذلك اللقاء، بل صدرت جملة من القوانين والقرارات التعسفية، فضلًا عن الأحكام الجائرة بالسجن المؤبد والغرامات المالية المرتفعة ضد كل شخص اعتقل بسبب تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي أو محاولته التعبير عن رأيه أو انتقاده للسلطات.
إننا نؤكد أن مثل هذا التشريع هو تطور خطير في سلوك النظام السعودي القمعي، وقمع صارخ لحرية التعبير عن الرأي، ونشدد على أن هذا القرار يدق ناقوس الخطر بأن القادم أسوأ إذا لم يتدخل المجتمع الدولي لمواجهة هذه التشريعات القمعية والضغط على النظام السعودي لضمان احترام حق المواطنين في التعبير عن رأيهم وحقهم في الوصول للإنترنت بالكيفية التي يرغبون بها طالما لم يُشكل هذا انتهاك لخصوصية الآخرين.
تشهد المملكة العربية السعودية أحلك فتراتها فيما يتعلق بحقوق الإنسان، إذ يشن النظام منذ تولى محمد بن سلمان ولاية العهد في 2017 حملة قمع غير مسبوقة ضد حرية الرأي والتعبير واعتقل المئات من المفكرين والأدباء والنشطاء والمعارضين، فضلًا عن جرائم الحرب المرتكبة في اليمن ضد اليمنيين بسبب الصراع الذي انخرطت فيه القوات السعودية بأوامر بن سلمان، بالإضافة إلى حملات المطاردة والتهديدات التي تلاحق المعارضين في الخارج، والتي تسببت في مقتل جمال خاشقجي، ولا يزال الخطر يهدد الجميع بفضل تقنيات المراقبة والتجسس التي يستثمر فيها النظام السعودي الملايين.