على العالم التحرك لإغلاق سجون التحالف السرية في اليمن
في سبتمبر/أيلول الماضي، كشف تقرير للأمم المتحدة عن وجود “أدلة معقولة” على ارتكاب السعودية والإمارات جرائم حرب وانتهاك حقوق الإنسان في اليمن.
ويشهد اليمن للعام السابع على التوالي حربا عنيفة بين القوات الحكومية والحوثيين، أدت إلى إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80 بالمئة من السكان بحاجة إلى مساعدات، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.
التقرير المُشار إليه كان الثالث من بين تقارير أصدرتها اللجنة التابعة لمجلس حقوق الإنسان لدى للأمم المتحدة، والتي تم تشكيلها عام 2017 لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، التي كان من بينها جرائم حرمان حق الحياة، والاعتقال التعسفي والعنف الجنسي والتعذيب.
بالإضافة إلى ذلك، تحدثت العديد من المنظمات والجهات الحقوقية حول العالم عن وجود انتهاكات جسيمة تُرتكب من قبل أطراف الصراع في اليمن ضد المدنيين في اليمن، دون أي مراعاة لحقوق وقوانين أو إنسانية.
من بين تلك الجرائم ما يتم ممارسته من وحشية ضد المعتقلين اليمنيين الذين يقعون في قبضة قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، وهم من أبناء اليمن الذين يرفضون التواجد العسكري الأجنبي ويطالبون بحلول سياسية تعيد الوطن لُحمة واحدة كما ذي قبل.
مؤخراً، كشف نشطاء يمنيون عن وجود سجون سرية تابعة للقوات السعودية في محافظة المهرة، حيث صرح الشيخ “سالم الحريزي” أحد شيوخ القبائل هناك أن القوات الأجنبية بالمحافظة تعمل على بناء سجون انفرادية تحت الأرض في مطار الغيضة الدولي، الذي تسيطر علية القوات السعودية منذ سنوات.
وأوضح الشيخ في تصريح إعلامي أن قوات التحالف عملت خلال الفترة الماضية على بناء مباني تحت الأرض في مطار الغيضة تضم نحو مائة زنزانة انفرادية، مضيفاً أن هدف القوات من بناء هذه السجون أن تصبح المهرة مقراً رئيسياً لتعذيب واعتقال واختطاف المواطنين الرافضين لتواجدهم.
وبحسب منظمات حقوقية فاعلة، فإن قوات الأمن التابعة لحكومة هادي في محافظة حضرموت في شرق اليمن تقوم بإشراف من تحالف العدوان الذي تقوده السعودية وشريكتها الإمارات باعتقال واختطاف عشرات المدنيين منذ سنوات بحجة محاربة الإرهاب.
وبالإضافة إلى ما يحدث تحت الأرض في المهرة، فإن القوات السعودية تقوم باحتجاز وتعذيب المعتقلين في سجن المكلا المركزي وسجن الطين في سيئون بحضرموت وبعضهم يُنقل إلى سجن ذهبان بالسعودية، وبحسب إفادات فإن هناك أطفالاً ضمن المعتقلين، كما أن هناك معتقلين يتم تصفيتهم جسدياً.
سجن “الطين” في حضرموت يُعد واحداً من أبشع أماكن الاحتجاز السرية في اليمن. السجن -المهجور منذ عام 2006- يقبع في منطقة مريمة في سيئون بحضرموت، على بعد 50 متراً إلى الشرق من السجن العسكري الأكبر المتواجد داخل مقر المنطقة العسكرية الأولى. يوجد بداخل سجن الطين العشرات من المدنيين الذين تنقطع صلتهم بالعالم الخارجي فور إرسالهم إليه، خاصة وأنه يتم تمديد اعتقالهم دون العرض على المحكمة أو أي جهة قضائية أخرى.
ومن الجدير بالذكر فإن جلسات التحقيق التي تتم داخل ذلك السجن تستمر لساعات طويلة، وبصورة غير قانونية يتخللها تعذيب نفسي وجسدي على يد محققين سعوديين، ويخضع السجن لإشراف شخص يُكنى أبو سالم، وآخر يلقب بالخالدي، إضافة إلى قائد المنطقة العسكرية الأولى، بمعاونة بعض الضباط الإماراتيين ومسؤولين في حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
القوات السعودية ليست الوحيدة التي تدير سجوناً سرية في اليمن، الإمارات أيضاً أنشأت عشرات السجون السرية، عبر قوات ممولة وتدار من قبلها، كـ”ألوية العمالقة” في الساحل الغربي، وقوات “الحزام الأمني” في محافظات عدن وأبين ولحج (جنوب)، والنخبتين “الشبوانية” و”الحضرمية”.، ومن بين تلك السجون سجن في المكلا عاصمة حضرموت، وعزان في شبوة، وسجون في أبين ولحج، والمخاء والخوخة في الساحل الغربي، بالإضافة إلى سجن مطار الريان.
إننا في “معاً من أجل العدالة” نطالب الأمم المتحدة والجهات الفاعلة دولياً باتخاذ إجراءات حاسمة لإغلاق السجون السرية في اليمن -والتي جاوز عددها 20 سجناً- وفتح تحقيقات عاجلة في الانتهاكات المرتكبة بداخل تلك السجون الخاضعة لسيطرة قوات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات والميليشيات المسلحة الموالية لهم.
اقرأ أيضاً: أوقفوا تسليح المملكة.. صرخات دولية لإنقاذ ما تبقى من اليمن
3 تعليقات