موسى القرني .. من شيخ الحقوقيين والحكماء إلى أحد نزلاء مستشفى الأمراض العقلية بعد تعذيبه في سجون المملكة
في مطلع شهر فبراير من العام 2007 قامت سلطات المملكة العربية السعودية باعتقال شيخ الحقوقيين موسى القرني مع مجموعة من المعتقلين ضمن ما أطلق عليه إعلاميا “خلية الاستراحة”، وفي أواخر عام 2011 صدر الحكم عليهم بالسجن، وكان نصيب القرني من الأحكام السجن 20 عاما والمنع من السفر 20 عاما أخرى بعد الإفراج عنه، بعدة تهم ضمنتها جلسات المحاكمات “الخروج على ولي الأمر، ونزع يد الطاعة من خلال الاشتراك بتأسيس تنظيم سري يهدف إلى إشاعة الفوضى والوصول إلى السلطة، عقد الاجتماعات السرية لوضع الخطط الاستراتيجية لهذا التنظيم، انتهاج منهج الخوارج في تكفير ولي الأمر والطعن في ديانته، غسيل الأموال من خلال جمع التبرعات والتحريض على ذلك”، وأثناء العرض على المحكمة والنيابة نفى جميع المعتقلون كل تلك التهم التي لم تقدم عليها السلطات دليلا ملموسا، وأن اجتماعهم الذي اعتقلوا فيه في استراحة المحامي عصام بصراوي، كان لمناقشة مشروع إنشاء جمعية لحقوق الإنسان تهتم بنشر الوعي الحقوقي للمواطن اصطلحوا على تسميتها التجمع الوطني السلمي العلني، من أجل رفعها لاعتمادها جمعيةً رسميةً تبدأ نشاطاتها تحت مظلة رسمية، وكان الاجتماع لكتابة وثيقة إصلاح سياسية تُرفع لمقام الملك، وهذا الاجتماع هو الثالث لهم في هذه الاستراحة.
الانتهاكات
من جانبها كشف مصادر حقوقية عديدة عن أن السلطات السعودية قد قامت بممارسة الانتهاكات الممنهجة بحق الحقوقي موسى القرني، مع تعمد الإهمال الطبي بحقه بعد إصابته بعدة أمراض، وقالت مصادر حقوقية إن شيخ الحقوقيين قد تعرض للتعذيب الجسدي والنفسي لأكثر من 12 عاما في محبسه، وعلى إثر إهمال السلطات له صحيا وتعمد زيادة الضغط النفسي عليه تعرض الرجل بجلطة في المخ، ثم ما لبث أن ساءت حالته النفسية ليتم بعدها تحويل إلى مستشفى الأمراض العقلية.
وفي تغريدة لحساب معتقلي الرأي على منصة تويتر جاء فيها “تأكد لنا إصابة المعتقل الدكتور موسى القرني بجلطة في الدماغ تسببت بفقدان عقله، وذلك نتيجة الإهمال الصحي داخل السجن”.
وأكدت منظمة السلام الدولية لحماية حقوق الإنسان، من خلال بيان نشرته على موقعها بأنه قد ورد إليها تأكيدا يفيد بأن الأكاديمي والحقوقي السعودي موسى القرني قد تعرض للانتهاكات داخل محبسه، مما تسبب بإصابته بجلطة في الدماغ تسببت بفقدان عقله، وذلك نتيجة الإهمال الصحي داخل السجن، بعدما تغيرت سلوكياته بالتهجم لعدة مرّات بشكل غير مبرّر على السجين الموجود معه بنفس الزنزانة، فتمّ نقله للعزل الانفرادي، وبعد تكرار تصرفه بشكل غريب تبيّن أن السبب هو جلطة دماغية وهو حالياً في مستشفى الأمراض العقلية.
تعريف ملخص
ولد الأكاديمي والحقوقي موسى القرني عام 1954م بمنطقة جازان، درس في كلية الشريعة بالرياض، ثم درس الماجستير في قسم الدراسات العليا بجامعة الملك عبد العزيز فرع مكة شعبة الفقه وأصوله تخصص أصول الفقه، ثم حصل على درجة الماجستير في أصول الفقه بتقدير ممتاز، ثم اختارته إدارة الجامعة الإسلامية ليكون معيدًا فيها و مبتعثًا للدراسة في مكة المكرمة وذلك قبل أن يتم افتتاح قسم للدراسات العليا في الجامعة الإسلامية، أكمل مرحلة الدكتوراه في أصول الفقه في جامعة أم القرى وحصل على درجة الدكتوراه في تخصص أصول الفقه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى.
عمل في الجامعة الإسلامية وكيلاً ثم عميداً لشؤون الطلاب، ثم أستاذاً لأصول الفقه في كلية الشريعة وكلية الحديث وقسم الدراسات العليا في الجامعة، ثم رئيساً لقسم أصول الفقه في الجامعة.
كما عمل أستاذاً متعاوناً لتدريس مادة العقيدة في فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمدينة كلية الدعوة والإعلام، وأشرف وناقش عدداً من رسائل الماجستير والدكتوراه في الجامعة الإسلامية وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجامعة أم القرى وأكاديمية الأمير نايف.
أشرف القرني على الأكاديمية الإسلامية للعلوم والتقنية التابعة لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية ورابطة العالم الإسلامي، ثم اختير مديراً لها بعد أن أصبحت الجامعة الإسلامية للعلوم والتقنية، وأشرف علمياً على عدد من المعاهد الشرعية في مخيمات المهاجرين الأفغان التابعة للجنة البر الإسلامية، ثم تم إحالته إلى التقاعد بقرار ملكي، فعمل بعدها بالمحاماة
اقرأ أيضًا: خالد العمير.. ناشط سعودي تضامن مع غزة في 2009 ومن يومها لم ير الشمس إلا أياما
2 تعليقات