المعارض السعودي “عمر عبد العزيز” وعائلته في خطر دائم !

قبل وقت قصير من مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، أخبر خاشقجي صديقه الشاب السعودي المعارض “عمر عبد العزيز” شيئين لم يفارقا ذهنه حتى الآن، الأول كان: “لا تنس أبدا، كلماتك مهمة”، والثاني: “كن حذرا، هذا النوع من العمل قد يتسبب في مقتلك”.
تلك الكلمات كانت ملهمةَ لعمر عبدالعزيز في طريقه التي بدأه مدافعًا عن حقوق ملايين السعوديين ومناديًا بحرية الآلاف في سجون المملكة ممن اعتقلهم النظام السعودي الحاكم.
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة “الأوبزيرفر” البريطانية تقريرا للكاتب “تيم آدمز” نقل فيه حوارا أجراه مع المعارض السعودي، عمر عبد العزيز، سلط خلاله الضوء على فيلم “المنشق”، الذي سرد قصة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول.

وقال تيم آدمز: “تحدثت إلى عبد العزيز عبر رابط فيديو لشقة مجهولة في مونتريال الأسبوع الماضي، وقل إنه يتمتع بحضور مريح وودود، وقد اعتاد على التحدث في كل ما يتبادر إلى ذهنه، حيث طلب اللجوء السياسي لأول مرة كطالب في كندا بعد الربيع العربي، عندما لاحظت السلطات في الرياض حسابه على تويتر واتصلت بوالده لإحضاره إلى مكتب حكومي؛ وبدلا من ذلك، هرب إلى المطار. ثم تصاعد تعليقه السياسي الصريح مع ظهور ولي العهد، محمد بن سلمان كقوة وراء العرش السعودي والوريث المعين في حزيران/يونيو 2017، فأطلق عبد العزيز قناته على يوتيوب للتحدث علانية عن الحرب في اليمن وقمع الأصوات المعارضة وسجن المعارضين السياسيين التي تلت ذلك.
وتابع: كانت تلك الأحداث نفسها هي التي دفعت إلى هروب خاشقجي إلى المنفى في الولايات المتحدة في أيلول/سبتمبر 2017. واعتبر ولي العهد رحيله “خيانة” بشكل خاص لأنه كان مطلعا على شؤون آل سعود، حيث إن جده محمد خاشقجي كان الطبيب الشخصي للملك ابن سعود، وكان ابن شقيق تاجر السلاح سيئ السمعة عدنان خاشقجي، وابن عم دودي الفايد.
وأضاف: بعد وقت قصير من وصول خاشقجي إلى واشنطن وبدئه في كتابة مقالات لصحيفة واشنطن بوست تنتقد الاستبداد المتزايد في الرياض، اتصل بعبد العزيز للتواصل مع جيل الشباب من المعارضين. في بادئ الأمر، كانت مجموعة عبد العزيز مشككة في هذه المبادرات. لكن كلما انتقد خاشقجي الانتهاكات في البلاد، زادت الثقة به.
واستطرد: عندما اكتشف خاشقجي أن مقالاته اخترقها “الذباب” الحكومي بهذه الطريقة، توصل هو وعبد العزيز إلى خطة لتشكيل “جيش” خاص بهما من نشطاء تويتر لإجبار تصريحاتهم على الاستمرار في الانتشار. لقد أعطوا المئات من بطاقات الهاتف الأمريكية والكندية التي لا يمكن تعقبها لمجموعات الأصدقاء في جميع أنحاء العالم، والذين تلقوا تعليمات بمحاربة مروجي الدعاية الرسميين، وموّل خاشقجي الدفعة الأولى من بطاقات الهاتف التي وزعها عبد العزيز. كانت تلك هي اللحظة – القاتلة كما اتضح فيما بعد – التي أدرك فيها خاشقجي أنه انتقل من صحفي إلى ناشط، حسب قول عبد العزيز.

وتابع آدم: في نفس الوقت تقريبا الذي كانت تُشن فيه هذه الحرب بين النحل والذباب، تلقى عبد العزيز مكالمة من شخص ادعى أنه يمثل محمد بن سلمان، يدعوه إلى العودة إلى الوطن، أين سيتمتع بالحماية الملكية. عندما رفض هذا العرض، سافر مبعوثان حكوميان لمقابلته في مونتريال، بصحبة شقيقه الأصغر أحمد. أمره خاشقجي بمقابلتهما في الأماكن العامة فقط وتسجيل اللقاءات .
وأضاف: بدأ المبعوثان بوعد عبد العزيز ببرنامج حواري خاص به في المملكة العربية السعودية، وهي فرصة ليمثّل صوت الشباب. ولكن عبد العزيز أجاب: “لقد اعتقلتم للتو العديد من الأشخاص الذين لم يقولوا شيئا حقا. وأنت تخبرني أنك تريدني أن أعود إلى السعودية ولن يحدث لي شيء؟”.
وعن اعتقال عائلته، يأمل عبد العزيز أن يتم الإفراج عن إخوته وأصدقائه الذين تم اعتقالهم بالمملكة، وأن يتفهموا دوافعه، مشددا على أن حياته لا تزال بخطر شديد، ومبديا حرصه على سلامة الشعب السعودي بأكمله.
اقرأ أيضًا: لم تكتف السلطات السعودية بقتله في السجن فاعتقلوا المغرّدين المعزّين
2 تعليقات