تقارير

عبد الرحمن السدحان .. نموذج معاناة أهالي معتقلي الرأي في السعودية

محزن جداً أن لا يجد أبناء البلد من السعودية في إعلام الوطن باباً يسمع معاناتهم حول رحلتهم في البحث عن أي معلومة حول ذويهم المعتقلين.

السلطات من المفترض على الأقل أن تخبر الأهل أين هو معتقلهم، وما هو وضعه، أن تسمح لهم بالتواصل معه، هذه أبسط حقوقه رغم بطلان اعتقاله من الأساس.

عائلة المعتقل السعودي عبد الرحمن السدحان تعد من أبرز النماذج على معاناة أهالي المختفين قسرياً في السعودية، والمختفي قسرياً منذ حوالي ٣ أعوام بعد اعتقاله في مارس/آذار 2018.

السدحان، وهو ناشط سعودي حاصل على بكالوريوس إدارة الأعمال من الولايات المتحدة الأمريكية، وكان يعمل بحثا متدربا في وزارة الزراعة في المملكة العربية السعودية، كما عمل من قبل في مجال تقنية المعلومات، عرف بنشاطه الواسع في المجال الإنساني التابع لهيئة الهلال الأحمر السعودي.

التجسس السعودي على (تويتر) أدى لاعتقال معارضين ونشطاء حقوق إنسان – ضد  الارهاب

قامت سلطات أمن الدولة والتي تم تأسيسها بعد تولي محمد بن سلمان منصب ولي العهد السعودي، باعتقال السدحان في 2018، وقد كشفت شقيقته أريج السدحان عبر حسابها على منصة التواصل الاجتماعي تويتر بأن السلطات السعودية قد قامت باقتحام مكتب أخيها بهيئة الهلال الأحمر السعودي وقامت باعتقاله، وأخذ متعلقاته الشخصية وسيارته، وفي اليوم التالي قامت قوات تابعة لجهاز أمن الدولة السعودي، باقتحام مسكنه، وتفتيشه بطريقة غير آدمية، وقاموا بأخذ بعض متعلقاته الشخصية الأخرى، وجهاز الحاسب الآلي الخاص به، ومنذ ذلك الحين والعائلة لا تعلم عنه شيئاً.

وكشفت أريج عن أن أهلها لا يزالون يعانون من انتهاكات بحقهم منذ اعتقال أخيها، وهو ما يخالف المادة 41 من نظام الإجراءات الجزائية، وهو ما استشهدت بنصه أريج في تغريدتها.

في الثامن عشر من يناير/كانون الثاني  كتبت أريج تغريدة كشفت فيها عن استمرار الاختفاء القسري بحق شقيقها للعام الثالث على التوالي منذ اعتقاله، وعن انقطاع أخباره طوال تلك السنوات، كما تم منع الزيارات عنه تماما، متعهدة بمواصلة العمل من أجل الإفراج عن أخيها بعدما علمت أنه يقبع في سجن الحائر.

بعد مرور ثلاثة وعشرين شهرا من الاعتقال، وبالتحديد في يوم 12 فبراير/شباط 2020، كتبت أريج على حسابها بشرى سارة، ولم تكن تلك البشرى سوى الإعلان عن أن عبد الرحمن قد اتصل بأهله هاتفيا لمدة دقيقة، أخبرهم أنه ما يزال على قيد الحياة، كانت تلك البشارة التي أعلنت عنها أريج بمثابة الألم لكل متابعيها، الذين أدهشتهم فرحة الأهل بدقيقة هاتفية بعد غياب ثلاث سنوات متواصلة.

بلومبيرغ: السعودية قطعت الاتصال بين أبرز معتقلي الرأي وعائلاتهم

من هذا المنطلق، تطالب منظمة معا من أجل العدالة مع منظمات حقوقية عدة، السلطات السعودية بالكشف عن مصير عبد الرحمن السدحان، وكافة المعتقلين المختفين قسريا في سجون النظام السعودي، وتحمل النظام المسؤولية القانونية والإنسانية عن حياتهم جميعا.

كما دعت معا من أجل العدالة إلى تمكين السدحان من توكيل محام للدفاع عنه، وفتح باب الزيارة أمام أسرته لمعرفة أخباره والاطمئنان عليه.

اقرأ أيضا : http://taj-rights.org/ar/%d9%85%d9%86%d8%b8%d9%85%d8%a7%d8%aa-%d8%ad%d9%82%d9%88%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%b7%d8%a7%d9%84%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%81%d8%b1%d8%a7/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى