تقارير

هل تسمح السلطات السعودية لرونالدو وجورجينا بمخالفة القوانين مقابل غسيل السمعة؟

خلال الأسابيع الماضية وقع لاعب كرة القدم العالمي كريستيانو رونالدو لنادي النصر السعودي عقدًا لموسمين في صفقة هي الأعلى في تاريخ اللعبة إذ من المقرر أن يتقاضى اللاعب البالغ من العمر 37 عامًا مبلغ 177 مليون جنيه إسترليني سنويًا.

انتقل رونالدو إلى المملكة العربية السعودية مع شريكته ووالدة أطفاله عارضة الأزياء جورجينا رودريغيز رفقة الأبناء الخمسة، لكن وكون الشريكين لم يتزوجا بعد، وهو أمر مقبول في الثقافة الغربية، ويخالف القانون السعودي والشريعة الإسلامية، فإن بقائهما معًا في منزل واحد في المملكة الخليجية “المحافظة” يُعد خرقًا للقانون.

القانون السعودي يحظر العيش تحت سقف واحد دون زواج، مما يثير تساؤلات حول كيفية معاملة رونالدو وجورجينا عندما يبدآن حياتهما رسميًا في واحدة من أكثر البلدان محافظة في الشرق الأوسط، هل سيطبق عليهما القانون أم سيسمح لهما النظام بالمخالفة وخرق القواعد مقابل غسيل سمعته الملوثة بانتهاكات لا حصر لها ضد حقوق الإنسان.

تقارير صحفية عالمية نقلت عن محامين سعوديين أن السلطات ستتجاهل هذه المخالفة، وستغض الطرف عنها، وربما تحاول أيضًا منع أي محاولات لإثارتها.

في تعليق لأحد المحامين “رغم أن القوانين تحظر عيش المعاشرة الجنسية بدون عقد زواج، إلا أن السلطات بدأت تغض الطرف عن هذا الأمر”.

فيما أيد محامٍ آخر هذا الرأي قائلاً: “السلطات السعودية، اليوم، لا تتدخل في هذا الأمر عندما يتعلق بالأجانب، لكن القانون لا يزال يحظر المعاشرة الجنسية خارج إطار الزواج”.

بدأت علاقة رونالدو بجورجينا رودريغيز، عارضة الأزياء الإسبانية الأرجنتينية البالغة من العمر 28 عامًا، خلال فترة لعبه مع ريال مدريد وأعلن مؤخرًا بأنه يريد أن يتزوجها لكنه لم يقرر بعد موعد هذه الخطوة، إذ قال في حديث له مع بيرس مورغان في مقابلة مع TalkTV في نوفمبر/تشرين الثاني عن زواجه من جورجينا “أنا لا أفكر في ذلك الآن، لكن يمكنني أن يحدث هذا في المستقبل… فهي تستحق”.

صفقة كريستيانو رونالدو مع النصر السعودي واجهت انتقادات حقوقية واسعة النطاق، اتهمه الجميع بأنه تحول إلى أداة في يد النظام السعودي ذو السجل الوحشي ضد حقوق الإنسان من أجل تلميع صورته والتغطية على جرائمه العابرة للحدود.

ناشد الحقوقيون والنشطاء السياسيين والمعارضين كريستيانو وغيره من الوجوه الرياضية البارزة لئلا يقعوا في فخ الإغراءات المالية السعودية ويصبحوا خطوة في عملية “الغسيل الرياضي” التي لا يتوانى النظام السعودي عن ممارستها من أجل إبعاد انتباه العالم عن انتهاكاته الجسمية والظهور بصورة مخادعة عن التطور والتجديد، لكن كريستيانو، ومن قبله ميسي، وغيرهم من نجوم الرياضات العالمية المختلفة سقطوا في اختبار المبادئ والقيم ووافقوا على الانخراط في جرائم النظام السعودي بالتغطية عليها والترويج لأجنداته وخططه.

تشهد المملكة العربية السعودية أحلك فتراتها فيما يتعلق بالحرية وحقوق الإنسان، إذ يشن النظام منذ تولى محمد بن سلمان ولاية العهد في 2017 حملة قمع غير مسبوقة ضد حرية الرأي والتعبير واعتقل المئات من المفكرين والأدباء والنشطاء والمعارضين، فضلًا عن جرائم الحرب المرتكبة في اليمن ضد اليمنيين بسبب الصراع الذي انخرطت فيه القوات السعودية بأوامر بن سلمان، بالإضافة إلى حملات المطاردة والتهديدات التي تلاحق المعارضين في الخارج، والتي تسببت في مقتل جمال خاشقجي، ولا يزال الخطر يهدد الجميع بفضل تقنيات المراقبة والتجسس التي يستثمر فيها النظام السعودي الملايين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى